رحلة ظنوني
عندما أعود إلى الوراء
بنظرة أرهقها تعجب
ما وصل إليه الحال …!!!
أين ذلك يا أنتِ … ؟؟؟ !!!
في ثلث أغمار الحلم أو يزيد
أتذوق ذاك الشعور المبهم
الذي كان يخاطرني ذات رؤية …!!
كنت أرى الأدباء و الشعراء
يَطوفون حول قصائدهم
وكأنها معابد إلهية
يرعون نجوم ليلها
بل و يقودونها أيضا كيفما يريدون
كراعي غنم يسوق قطيعه بكل الحب و الحنان …
كنت أظن أن ألف سوسنة
تنمو من شرفات أحلامهم
وألف قمر يطلع من بين أناملهم
يقودون الأمم نحو التحرر
و كأنهم الفاتحين
وأن زمزم تغدق ماءها من حروفهم
ليشرب منها كل العطاشى و المتعبين …
كنت أرى القصيدة
كسجادة فارسية
يفترشون بها رخام الأبجدية
موشومة بالحناء أطرافها
وعلى خصرها تتكىء السنابل
وبين زنديها تنام بلقيس وشهرذاد القصيدة ….
وان عروش قصائدهم خالدة
مثل عرش روما و بيزنطة
وأن جلجامش استقى أحداث أسطورته
من فيض أناملهم المُذهبة ….
كنت أظن …
أن كلمتهم كحدِ السيف قاطعة
وأحاديثهم لا يأتيها الشك و الباطل
وغير قابلة للتأويل
وأن أجساد قصائدهم لا تُقطع من خلاف
ولا تُصلب على جذوع العمر عنوةً
وأن نبيذ حروفهم المعتق
لايُسألون عنه أيان العصير …
مذ كنتُ صغيرة
وأنا أرى الشعراء و الأدباء
كالأنبياء معصومين عن الخطأ
وكالأبطال الميامين لا يخافون شيئا
يشحذون الحرف بيراعهم
ويجوبون به كل معارك الحياة …
كنت أرى الشعر تميمة وليس نميمة
أيقونة …بل و تميمة
تسافر معهم أينما اتجهوا
لتحميهم من عيون الغدر …
كنت أظن و أظن
إلى ان حاولت الكتابة
وأيقنت أن بعض الظن إثم
وسقطت مني أخر ورقة توت
على أديم وجودي
فهل أخطأت الوسيلة
لست أدري …؟؟؟ !!!