كتاب وشعراء

رحلة ظنوني ……شعر حنان عبد اللطيف

 رحلة ظنوني
عندما أعود إلى الوراء
بنظرة أرهقها تعجب
ما وصل إليه الحال …!!!
أين ذلك يا أنتِ … ؟؟؟ !!!
في ثلث أغمار الحلم أو يزيد
أتذوق ذاك الشعور المبهم
الذي كان يخاطرني ذات رؤية …!!

كنت أرى الأدباء و الشعراء
يَطوفون حول قصائدهم
وكأنها معابد إلهية
يرعون نجوم ليلها
بل و يقودونها أيضا كيفما يريدون
كراعي غنم يسوق قطيعه بكل الحب و الحنان …

كنت أظن أن ألف سوسنة
تنمو من شرفات أحلامهم
وألف قمر يطلع من بين أناملهم
يقودون الأمم نحو التحرر
و كأنهم الفاتحين
وأن زمزم تغدق ماءها من حروفهم
ليشرب منها كل العطاشى و المتعبين …

كنت أرى القصيدة
كسجادة فارسية
يفترشون بها رخام الأبجدية
موشومة بالحناء أطرافها
وعلى خصرها تتكىء السنابل
وبين زنديها تنام بلقيس وشهرذاد القصيدة ….
وان عروش قصائدهم خالدة
مثل عرش روما و بيزنطة
وأن جلجامش استقى أحداث أسطورته
من فيض أناملهم المُذهبة ….

كنت أظن …
أن كلمتهم كحدِ السيف قاطعة
وأحاديثهم لا يأتيها الشك و الباطل
وغير قابلة للتأويل
وأن أجساد قصائدهم لا تُقطع من خلاف
ولا تُصلب على جذوع العمر عنوةً
وأن نبيذ حروفهم المعتق
لايُسألون عنه أيان العصير …

مذ كنتُ صغيرة
وأنا أرى الشعراء و الأدباء
كالأنبياء معصومين عن الخطأ
وكالأبطال الميامين لا يخافون شيئا
يشحذون الحرف بيراعهم
ويجوبون به كل معارك الحياة …

كنت أرى الشعر تميمة وليس نميمة
أيقونة …بل و تميمة
تسافر معهم أينما اتجهوا
لتحميهم من عيون الغدر …

كنت أظن و أظن
إلى ان حاولت الكتابة
وأيقنت أن بعض الظن إثم
وسقطت مني أخر ورقة توت
على أديم وجودي
فهل أخطأت الوسيلة
لست أدري …؟؟؟ !!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى