لـم نكن نريد زعزعة ثقة المواطن العربي في عنوان هذا المقال وإخترنا الحديث بالمفرد لا بالجمع فبالحقيقة هي أزمات المنطقة وأزمات النظام العربي. المنطقة العربية بكل أقاليمها من المحيط الى الخليج تمر بمرحلة دقيقة وحاسمة علينا تداركها بكل الوسائل والطرق ولا أقول إن بأمكاننا التغلب عليها فهذا أمر مستحيل في المنظور القريب لأن تداعيات هذه الازمة أكبر من أي تصور وتحتاج منا تضافر الجهود وإصلاح ما يمكن إصلاحه في غضون السنوات القادمة. وبالحديث عن الازمة لابد من الوقوف أمام العديد من العناوين ونبدأ بقراءة في تاريخ أمتنا لأن التاريخ يعيد نفسه. كلنا يتذكر ما سمي بالاستعمار الحديث بعد إنقضاء الاستعمار العثماني لبلادنا
وكيف أننا كنا نواجه هذا الاستعمار من أجل الاستقلال والحرية واليوم نسمع عن تهديد وأطماع وذلك من خلال إحياء المشاريع القديمة والتي تتبناها دول إقليمية في المنطقة ( إيران وتركيا ) وهذا يعيدنا الى زمن دولة الخروف الاسود ودولة الخروف الابيض 1401 ميلادية (تركيا) والدولة الصفوية لأسماعيل الصفوي 1508 ميلادية (إيران). الغريب والمصادفة إن ما يقدم لنا اليوم من خلال هذه الدول مشروع طائفي بغيض فالتشيع تطرف ديني والأخونة والدعشنة تطرف ديني. وللأسف أصبحنا من الضعف بحيث يكون لهذه الدول الاقليمية أطماع فينا. هذا سياسياً أما إقتصادياً فنحن مرهونون بالعولمة (الامركة) إقتصادنا ضعيف ومديونيتنا عالية ولا نملك موارد غير النفط وسعره يتهاوى وتتهاوى معه قدراتنا على التنمية في كل مجالاتها. أما الفساد فهو آفة عصرنا وتزاوج المال والسلطة يطيح بنا. أما القادة فهم بين عميل بالمطلق أو تابع إلا من رحم ربي. كان تاريخنا أثناء فترات الاحتلال والانتداب زاخر بالقامات الوطنية الفاعلة في كل المجالات وعلى كافة الاصعدة فهل أمتنا عاجزة عن إنجاب امثالهم في يومنا هذا. لأن المعروض اليوم أمامنا مجرد هواة من السياسيين والاقتصاديين وغيرهم. إن العمل على إصلاح ذات البين في أقطارنا يتطلب منا ثورة إنقاذ أو أي مسمى آخر المهم أن نبتعد عن كل المسميات التقليدية القديمة فلا وزراء بل مجالس إستشارية لادارة الوزارة إن عجزنا كبير فهو إجتماعياً سياسياً واقتصادياً. أمننا القومي في الهاوية والرهان على شعبنا لا الأنظمة وهنا نقول مـصـر مثقلة والشام تأكلها النيران وبغداد ذبيحة أما المملكة فأخذت لطريق غير طريقها وبلاد المغرب العربي نار تحت الرماد وفلسطين التي هي البوصلة غائبة.
إننا بحاجة الى وقفة مع الذات أولاً ومع الوطن فهو تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا وبالتالي تعالوا للم الشمل ورصف الصفوف لمواجهة المخاطر التي تحدق بأمتنا ومستقبلنا.