أخبركِ، هذهِ الأرض سكنُُ مؤقت لكلينا البعيديّن دائماً
ولزاماً، كان عليّ أن أطهر دمي بحروفك
قبل أن يأتي النداء من أعلى
:
كتبتُ اسمكِ على ورقة ، لكتُها كثيراً ، تذوّقت حروفكِ كلها
ودفعتها إلى جوفي ….
كأن صوتاً من العمق
يناديني،
دالاً بكِ … إليّ
كتعويذة الخلاص
:
كأنني أنتظر أحداً الآن ، أقوم لأراني ، أقف أمام المرآة
لأتأكد أن ذقني ناعم جداً،
أن جميع ملابسي بيضاء، لا يوجد فيها أثر لأي شائبة ،
أجرب نطق الحروف التي
ابتلعتها
وأنا اعيد تكرار ذلك كثيراً
أقول مع نفسي: ربما هم الآن خلف الباب
جاؤوا ليصعدوا بي لأعلى
وحين يأتوا ….
سأطلب منهم أن يعرجوا بي قرب بيتك ،
سأخبرهم ..
أنّي تركتُ طفلاً يلعب في الباحة الخلفية
من المنزل …
:
أحبكِ، كتبتها في الوصايا،
حتى الحشرجة الأخيرة،
لآخر نفس طالع إلى الله، لآخر حرف ينطقه لساني من اسمك
هكذا، أقولها للواقفين خلف الباب وأنا بكامل يقيني للمغفرة
وكامل هيبتي …
أحبك، كلمة أحملها في جوفي
ركيزة أتمسكُ بها على الصراط
لأعبر …
حتى أتوسط ساحة الحشر،
هناك، أقولها لله جهراً لأسقط عنّي
كل سيئات عملي ….