موغلٌ في أديمِ الأسى والعناءْ
في سَديمِ العُلا والنَّقاءْ
أيُّها الّلا يموتُ ولا يُستظامُ ولا يَستكينْ
صاعدٌ أنتَ حتّى وهمْ شانئوكَ
فهُمْ هابطونَ لقعرِ الحضيضِ وأنتَ السّماواتُ فوقكَ
لاشيءَ غيرُ السَّماءْ
لامعٌ لمْ يزدكَ الظَّلامُ سوى دفقةٍ من سُفورْ
أيُّهذا الّذي دائماً في اتِّقادْ
لمْ تُلطّخْ ثيابكَ أدرانهُم
أيُّهذا الّذي طافَ حتّى رأى مارأى من عظيمِ الشُّرورْ
ليسَ مابينَ جذركَ والأمتدادْ
غيرُ ذكرى غُزاةٍ ومرآى زِنادْ !
حينما طوَّقتكَ المخالبُ صارَ المدى
كُلُّهُ صارَ معراجَ مجدكَ صوبَ العُلا ..
فارتفعتَ …ارتفعتَ
على حدِّ رأسِ العِدى ..صارَ مهمازُ كعبكَ ..
يا رهبة المرتقى.
الذّئابُ الّتي منذُ فجرِ الخلائقِ في وجرِها
تستعدُّ ليومٍ تَعضُّكَ حقداً عليكَ
أَتَتْ ساعة َ انداحَ بابُكَ من كلِّ صَوْبٍ
وفي لحمِ زَنْدكَ يافارسَ العُرْبِ نابُ العَطنْ
فالتَّدابيرُ آلتْ إلى مانرى
والمقاديرُ شاءتُ بأنْ تُمتحنْ
أيُّها الّلا يُرى منهُ غيرُ الإباءْ.
غَيَّبوا أهلكَ المنتمينَ
وباعوا فُراتكَ للمتخمينَ
وصلّوا عليكَ الجِنازةَ كُهّانَ عصرَ الرِّياءْ
كلّما قُمْتَ من طعنةٍ
أعْمَلَ الغدرُ سكِّينهُ في حَشاكْ
ناقصٌ عقلُ من لمْ يَصُنْ عهدَ مثلكَ أو ما افتداكْ
مسرحاً للأقاويلِ هُمْ صَيَّروكَ وأنتَ المقاومُ أعتى نفاقٍ
وأقسى بلاءْ
موئلاً كنتَ يوماً لسربِ الطواويسِ
كانتْ أغانيكَ فيضاً يُطرِّزُ ريشَ المساء
أيُّها الّلا يُشاءى وإنْ طالَ خنقُ الضِّياءْ.