نطقتُ واواً..
فولولتْ عليَّ قبائلنا
واتهموني بالانقلابْ
ثم أغلقوا عينيَّ وقالوا:
تنعّمْ بنوركَ!
فكلُّ ما تراه سرابْ
نطقتُ طاءاً..
فطأطأتْ رأسي الأعرابْ
ربطوا لساني بألف سيفٍ
ثم قالوا:
اقرأ الكتابْ
قرأتُ…فما أجادَ لساني
خذوه! قالوا…
قد شوّه جيل الشبابْ
نطقتُ نوناً..
فناحتْ على موتي الديارْ
قلتُ: لم أمتْ بعد!
فردَّ المختارْ:
بل ولدتَ ميتاً
حتى نحييكَ
فإما أن يختار عيشكَ
أو لا يختارْ
قلتُ: ومن يختارْ؟
فقطعوا سؤالي بمنشارْ
نهضتْ حروفي المتفرقة
وصحتُ: وطن!
فسمعتْ ندائي الطيور
وهاجتْ على لحني البحور
وبكى الحجرْ..
إلا البشرْ!
حملَ كلٌّ عيوبَهُ
وقال: إلى السفرْ!