خيباتٌ وفيَّاتٌ….قصيده للشاعر ناصر علي

(خيباتٌ وفيَّاتٌ)
______________________

(1)
كان البرد يتعلق بذيل معطفي الطويل فيرتجف
جيوبي خاليةٌ إلا من بضع خيباتٍ وفيَّاتٍ
ظلت معي كقرشٍ صدئٍ يخشخش فى جيبي ليجلب غيره

(2)
فكرت اليوم أن أكون نذلاً معها
دخلت أول مقهي صادفني
وبادلت إحداها بكوب شايٍ ساخنٍ
يلهب بخاره غيم السماء فتذرف ندفاً من الثلج

(3)
جلست أحتسى الشاي
فانْسلَّ ظلِّي يعانق من يقابله فى المقهي الصغير العابق بالدخان
كثيراً ما وضعنى فى مواقف عجيبةٍ ومحرجةٍ

فمثلاً حين عانق ماسح الأحذية
ظلَّ حذائي لامعاً طوال العام

وحين عانق سائق الحنطور
ظلَّ ينتظرنى أمام بيتي كلّ صباحٍ
وحدي من كنت أصل إلى عملي يجرُّني حصانٌ

وحين عانق بائع الحشيش
صرت فى الحال شهريار
على سريرى تتمطي شهرزاد
وعلى بابي سيافٌ

وحين عانق هذا العاشق فى ركنه القصيّ
صارت الفتيات يستوقفننى فى الطريق
يحدقن فى عينيّ و يطبعن قبلةً هائمةً على شفتيّ

لكنَّه حين عانق هذا الجندي النائم على كرسيّه
غادرنى……..غادرنى ولم يعد!!!

(4)
كلّ ما أطمح إليه أن أواري جثته بيديّ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.