في العتمةِ
تفقد الطريق رؤية وجوه كثيرة
لذا بات عليّ رسم نوراً لقنديلٍ كفيف
ضَلَّ السراج
و البحث عن بقية ظلٍ عالقِ في الشمالِ
بينما فقدت البوصلةَ الهستيرية
ربما الوحدة تسترعي أن أجلسُ وحيداً
و أرسم للطاولة أناس كثيرين
لا يحادثوني و لا احادثهم
بل لنفترق عند بداية الكلام
أفكر في وجهةِ القارب الوحيد
لذا أرسم بحراً يسامره عند العطش
و أخبئ الماء وراء السراب الضحل
ثم أمحوه وقت هبوب الريح
هكذا أتوق للتصحّر الروحاني
أرسم رصاصةً لكل بندقية
و خوذات مثقوبة من اقتتال الطائفيين
و منظار
و منظار
يمككني مراقبة الاموات العائدين للمقابر
بعد إنقضاء إجازة الحرب
و بكل هذه البساطة
أدفع ببابيِ إتجاه الحارس الغريب
الغريب الذي نسيتُ ان أرسم له يداً
يداً تقبض بالمكان قبل الانقراض
هذا ما يجعلني أستحق مكاناً
بين الحاضرين