” مصر هبة النيل ” الجملة الاولى التى اتفق المصريين على وضعها فى بداية مسودة دستور نص فى مادته 44 على أن ” تلتزم الدولة بحماية نهر النيل، والحفاظ على حقوق مصر التاريخية المتعلقة به ” حقوق تاريخية يرتبط بقاء مصر بها ما هى تلك الحقوق ، هل هى حصة مصر من مياه النيل البالغه55مليار متر مكعب من المياه ام حق البقاء والحفاظ على إستمرار دقات نبض مصر بتدفق مياه نهرها الخالد فى شرايين حياتها ام حق الحضارة التى ما كان لها أن تكون دون دوراً رئيسي من النيل جعل من بناة الحضارة يدافعون عن النهر الخالد بما يسمح بإستمرار تدفق مياهه الى الأراضي المصرية التى استفادت من النهر .
حقوق مصر التاريخية هى التى دفعت جميع الحكام من بناة الحضارة التى يتجاوز عمرها 7000عام الى تأمين إمدادات المياه القادمه من منابع النيل الذى ينبع من بحيرة فيكتوريا ومن هضبة الحبشه وهى التى دفعت الملكه حتشبسوت الى رحلات الى بلاد بونت والتى اعتقد الكثير أنها الصومال واعتقد البعض وتحدث البعض الاخر على أنها بلاد الأحباش الاثيوبيه التى تجرى فيها روافد منابع النيل حيث هضبة الحبشه والتى تضم النيل الازرق المستحوذ على 65% من حصة المياه التى تصل الى مصر ، النيل الازرق فيضانه هو فيضان النيل وان كانت مصر هى هبة النيل مؤكد أن المقصود هو النيل الازرق الذى دفع مصر الى توقيع اتفاقيات عديدة على مر العصور تضمن لها استمرار تدفقه ومنها اتفاقيه 1902 والتى تعهدت فيها اثيوبيا بعدم إقامة منشأت من شأنها التأثير على معدل جريان مياه النيل الازرق بما يسمح فى مصر بالتوسع فى زراعه محصول القطن الذى اعطى مصر قوة اقتصادية من خلاله فى المائة عام الماضية الى ان بلغ من الإنهيار ما يؤكد ان ما يحدث فى منابع الحبشه له دور رئيسي فى إنهيار زراعته فى مصر التى اصبحت تستورد جزءاً لا يستهان به من اثيوبيا.
دور النيل فى الحفاظ على مصر فى أوج ازماتها يعلمه الجميع ، لم يذكر التاريخ لنا ان مصر تعرضت الى محنة الا وكانت لها النجاه عندما مرت بسبع سنوات عجاف في زمن نبي الله يوسف عليه السلام ، كان الجفاف الذى لم يمكن مصر من الزراعه ، كان الجفاف المؤكد إرتباطه بتوقف تدفق الفيضان وخرجت مصر من الجفاف ولم تحدث مجاعه كانت المجاعه تضرب من يحيطون بمصر وكانت مصر لهم مدداً كان الفضل لنبي الله يوسف عليه السلام الذى اشار على المصريين ان يحتفظوا بما زرعوه و كان جود النيل عليهم له دوراً عظيماً وما اعطاه لهم النيل في سبع سنوات حفظ مصر في سبع سنوات الجفاف كان الزمان غير الزمان ولكن النيل واحداً كان يجود قبل الجفاف ويحفظ مصر وقت الجفاف.
عندما قررت مصر وضع خطة صناعيه وزراعيه تضمن لها البقاء و النهوض كانت النظرة الى الاستفادة من مياه النيل تلاها التفكير فى السد العالى تلاها التفكير فى إستعادة قناة السويس فى محاولة لتمويل بناء السد بعد رفض العالم التعاون مع مصر التى قررت بناء السد العالى ليتوسع البعد الأمنى لها بحصولها على مخزون إستراتيجى من المياه يضمن لها حق البقاء فى سنوات جفاف كانت تضرب مناطق عديدة من العالم وحق البقاء بالحماية من اخطار الفيضانات ، وكانت اتفاقيه 1959 المكملة لما سبقها من اتفاقيات تحفظ حقوق مصر التاريخية مع ضمان استمرار تدفق المياه التى تتناقص كمياتها مع استمرار جريان النهر من الجنوب حيث المنابع ومناخها الممطر الى الشمال حيث المصب ومناخها الجاف ، جريان نهر ينبع من فيكتوريا يحمل اسم النيل الابيض يساهم ب15%من حصة مصر فى مياه النيل يلتقى فى الخرطوم بالنيل الازرق القادم من المنابع الاثيوبيه التى تساهم ب85%من حصة مصر فى مياه النيل يستحوذ النيل الازرق على نسبة تقترب من65%من اجمالى حصة مصر تاتى مع الفيضان تحافظ على إستمرار نبض مصر وحياة ابنائها ، حقوق فى الحياة تاريخيه تمتد مع امتداد التاريخ ما مضى منه وما نعيشه وما نأمل ان يعيشه أبنائنا حقوق أجيال مضت وأجيال تعيش وأجيال لم تأتى بعد ترغب فى البقاء .