نصف وجه ….قصيده للشاعر حسين أبو السباع

عاشت بنصف وجه

كالقمر
.. ونصف وجهي تركته لدى عتبة قبرها
متى ما بُعثتْ أراها



تركتها عند باب جارتنا القديم في المساء
وحملت حقائبي
وسط ظلام كثيف
تركتها..
وشال كبير يغطي رأسها كالسماء
وقبلة بيضاء طبعتها على جبينها



رحلتْ..
كان ميراثي منها
ابتسامة



من فوق فراش جدًا قصير
أطلت بوجها الشاحب وقتها.. لتبتسم
التفتُ… فماتت!



أعيش بنصف وجه
يملأه التجاعيد
وبين كل خط وآخر
مسافرٌ جديدْ
وطائرةٌ تطير بلا حدود
فكل المطارات ممتلئة بالغرباء
الذين أجلوا أحلامهم للعودة
وادخروا كل لعب الأطفال في علبها اللامعة
يقلبونها كل مساء
ويحلمون!



أعيش بنصف وجه
والمساحات شاسعة من الزمن البليد
في مدن لا تزال تحيا على الطلاسم والتعاويذ
وشرب النبيذ أحيانًا
يوم عرس الزين

أعيش بنصف وجه
والآخرون مشوهون
بنصف حلم لم يعش غير دقيقة عرجاء
مملوءة بالبكاء
مصلوبة على شجرة مسلوبة الأوراق والجذور



والطيبون يرتلون
بنصف وجه كالقمر
مريم ومحمد والرحمن
يرتلون من القرآن والإنجيل والتوراه
وكل نص هبط من السماء
ليلة التمام
وليس بعد التمام
إلا…
كثيرة هي النقاط التي أختم بها هذا الكلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.