كتاب وشعراء

و حين يحضر الحب .. شعر : عزوز العيساوي

وحين يحضر الحب
تنمحي خطوط التضاريس بين الأقاليم والدول.
يحضر الله في ضوء عينيك فتسقط الأقنعة
وصرخات المعربدين باسم الدين
وثقافة الفقيه والامام وتعاويذ المنجمين،
وتنفرط سبحةُ الدراويش على شفاهِ النفاق ،
لتموت كلمات التأله و القداسة
فيغيب عن قلوبنا زمن الفزع.

يابنة الحضارة أخبريني:
كيف لسفينة أن تُبحِرَ بلا شراع؟
كيف للشعر أن يكون بلا لسان؟
كيف تزول العجمَةُ باسم الفصاحة
لاكون شاعرا بشعرك؟
ورساما يفقه فلسفة الألوان؟
ومعاني الظلال الراسيَةعلى جنبات عينيك
كبحيرات العشق الخالدة؟

كيف جعلتني أقرأ الحضارة باسم السلام في عينيك
وأتنفس الثقافة باسم الحب من عميق أنفاسك؟
كيف بعثتني من عدم ولم أكن من قبل كباقي البشر؟
بلا هوية تمنحني ولا تأشيرة السفر
بين أحداقك بلا حواجز أو موانع؟

أيتها الباريزية
ها أنا أحفظ أسماء باريز كلها
ولا أنسى اسم شارع أو زقاق،
ولا أسماء التماثيل التي كانت من قبل عندي
مجرد تاريخ لا يعتبر،
وأبطال العشاق في زمن الحب التَّتَر والغَجَر..

أيتها الباريزية
كيف تريدينني ألا أحبك أكثر ؟
وألا أجعلك تتجولين بين دروب قصائدي
وأنت ترفلين في فساتين حب
لأجلك لألك من أجمل كلماتي وأحلامي
كأفلاك السماء وأنت فيها تسبحين
يا أجمل من الشمس والقمر؟
عزوز العيساوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى