١- أخشي جداً جداً أن تسقط الدولة المصرية ذاتها ليس لمجرد ضعف وخيبة الحكومة ، لأن ذلك أمر طبيعي جداً- ولا علاقة لذلك بقصة الإرهاب – ولكن جوهر المشكلة في السياسات الإقتصادية والأمنية ، وطريقة التعامل مع ” المال العام ” بكل أنواعه .
وإنعدام العدالة الإجتماعية في القرارات والمشروعات والأسعار والضرائب والجمارك والإستيراد ، دون التصنيع وخطط حقيقية لحماية الرقعة الزاعية والزراعة ، وحماية الأراضي الفضاء والصحراوية ، وحالة الإستيلاء عليها وخاصة تسليمها المتواصل بقرارات أو بوضع اليد عليها ، لمشروعات القوات المسلحة ، وكذا لأصحاب النفوذ من أفراد ومؤسسات الدولة ، مقابل تدمير الرقعة الزراعية وتدمير الفلاح المصري ، وبناء إقطاعيات جديدة زراعية وسياحية وسكنية .
٢- سياسات البنك المركزي والبنوك العامة التي أدت لكوارث مالية وإنفلات قيمة وسعر العملات الصعبة مقابل الجنية ، مما قد يقود البلاد لحالة من الإفلاس
٣- في إيجاز … السياسات الأمنية القمعية وشراسة الأمن و…. الحالة الإجتماعية في الأجور والأسعار والإرتفاع المخيف في أسعار الصحة والعلاج والدواء والتعليم والغذاء ، وإرتفاع أسعار الخدمات كالنقل والكهرباء والغاز والبنزين ، بما يعني إتساع دائرة الفقر والفقراء ، مع سياسات البنك الدولي والإقتراض من نصف دول العالم تقريباً .
٤- الفساد الفساد في الدولة الأن وفي قمة السلطة الأن وليس في التاريخ ، ونهب الطبقة الحاكمة والغنية وتهريبها للأموال الخاصة والعامة للخارج –
٥- القمع شديد الإتساع وبالتشريعات والقضاء لكل هوامش الحريات التي كانت موجودة سابقاً ولم نرضي عنها ، وقاوم الشعب بكل السبل حتي الدماء والإستشهاد والسجون والمعتقلات والتعذيب والأحكام الجائرة ……
٦- من قال وفي نظم حديثة أو حتي في نظام سابق أن الجيش لابد أن يسيطر علي البلاد ويحكمها سياسياً ، ومن قال أن ٩٠ ٪ من رجالات القوات المسلحة يكونوا محافظين ومحليات ورؤساء مجالس إدارات ورؤساء معظم الهيئات الإقتصادية المالية والصناعية والزراعية والطبية والتعليمية ، ومن قال أن لهم الحق في إدارة الإنتخابات البرلمانية وتأسيس أحزاب سياسية وشركات تجارية وشركات أمن إلخ إلخ …… ماهذا ؟ وإلي أين سيقود البلاد ؟
كل ذلك سيقود لإنفجارات شعبية سياسية وإجتماعية ولن ترحم قمم السلطة والنظام ، لكن أخشي ما أخشاه ،في ظل إنعدام الديمقراطية وعدم وجود أحزاب حقيقية وعاقلة وصحافة وإعلام مستقل وبرلمان مصري حقيقي ونقابات مستقلة عن الأمن أن أطماع إقليمية ودولية وأولهم أصدقاء النظام وأعدائه كالسعودية وتركيا وقطر وإسرائيل وأمريكا قد يسعون لإشعال حرب أهلية في مصر .
مصر في أمس الحاجة الأن إلي حائط صد لحمايتها بتقوية مناعتها السياسية والإجتماعية والإقتصادية ، لم تكن شعارات ثورة ٢٥ يناير هزلية ولا صراخ شباب مراهقين ، بل مطالب شعب بأكمله يأن ويصرخ عيش حرية عدالة إجتماعية كرامة إنسانية …. الوقت ضيق ويضيق يوماً بعد يوم
و لن تجدي الألاعيب الإعلامية ولا المطبلين ولا خبث الفاسدين ولا الخطب الإنشائية ولا الإبتسامات الديبلوماسية … فإذا أردت أن تحمي الدولة المصرية من الداخل والخارج ، فأمامك المرض وأمامك العلاج
ولن يجدينا لا القمع ولا الإستبداد ولا كل أصحاب المصالح الصغيرة والكبيرة .