هيكل ومبنى الأهرام والعصر الذهبى ..

فى عام 1962م اختار هيكل المهندس نعوم شبيب وهو مصمم ومنفذ برج القاهرة، ليكون هو مهندس الإنشاءات وكذلك منفذ المشروع للمبنى الجديد لجريدةالاهرام بشارع الجلاء ، و لصعوبة المشروع، استمرت الأعمال لمدة ست سنوات، أي من سنة ١٩٦٢ إلى سنة ١٩٦٨. وجدير بالإشارة أن طباعة الجريدة لم تتوقف طوال هذه المدة ..
لم يكتف المهندس المعماري نعوم شبيب باستخدام كفاءاته التقنية فقط في إنشاء المبني، بل استخدم كذلك ما تمتع به من صفات المقاول حينما أشرف بنجاح على المشروع الذي كان يقدر بمبلغ ٥ مليون دولار أمريكي (تقييم سنة ١٩٦٨)ـ
يتكون المبني حسب موقع الخاص بالمهندس نعوم شبيب من أربعة هياكل تتميز كل منها عن الأخرى في شكلها وموادها وحجمها ونوافذها. وهذه الهياكل المتنوعة منسجمة بعضها مع بعضها الآخر وتشكل مجموعة معمارية جميلة تجمع على نحو سلس بين المنحنيات والخطوط المستقيمة. وتتباين القاعة الزجاجية الكبيرة المضيئة الموجودة في الواجهة الرئيسية مع الحائط الطويل المصنوع من حجر الجرانيت ..

يشغل هذا المبنى المذهل الذي يتكون من ١٢ طابقا مساحة قدرها ٣٠٠٠٠ متر مربع ، و كان المبني القديم يتكون من طابق واحد فيه المطابع الدوارة فقط ،وشغل التحرير منها ثلاثة طوابق: الرابع والخامس للجريدة اليومية وعدد الجمعة, أما الطابق السادس فقد خصص لكبار المثقفين والأدباء المصريين أمثال توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ود. حسين فوزي ود. عائشة عبدالرحمن( بنت الشاطئ) ود. لويس عوض.
وعلي الجانب الآخر من نفس الطابق كانت مجلة الطليعة التي يرأس تحريرها الأستاذ لطفي الخولي رحمه الله, وكانت تضم طليعة المثقفين الماركسيين المصريين, وإلي جوار الطليعة كان يقع مكتب د. بطرس بطرس غالي ــ السكرتير العام للأمم المتحدة فيما بعد ــ رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية .
كتب السيد منير ناصر، أستاذ مادة الصحافة فى عام 1979م :
“ليس مبنى جريدة الأهرام مجرد مبني رائع فحسب، بل هو مجمَّع إعلامي معقد. فهو يحتوي على أحدث المطابع وأولى الأجهزة المعلوماتية وأولى ماكينات التجميع البريطانية
وتم الافتتاح يوم الجمعة الموافق أول نوفمبر عام 1968م،و كان مبنى الأهرام الجديد في الواقع كما ذكر الاستاذ هيكل ،اطلالة علي القرن الحادي والعشرين ..
بعد افتتاح مبناها الجديد في سنة ١٩٦٨ أصبح هذا المبنى نقطة تركيز عدد هائل من الزوار الوافدين من جميع أنحاء العالم والراغبين في مشاهدة أحد أجمل وأحدث المباني المخصصة للصحافة في ذاك الوقت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.