تلمع أسماء وتختفى أخرى، ولكن بصماتهم تستمر بعضها يظهر فى أعمالهم، وبعضها يحفظ فى ذاكرة الأمة ، وأخرى تحذف و لن تجدها إلا فى مقالات النقاد …
نقلب فى صفحات أحوال الفن عام أواخر عشرينات القرن الماضى ، نجد مسرحية “الذبائح” التي يموت جميع ابطالها، وبطلاتها فوق خشبة المسرح، والتي احدثت عند تمثيلها على مسرح رمسيس نضجة كبيرة ، وهى من تأليف الروائي الكبير انطون يزبك ، وكان يزبك يتعرض لنقد شديد بسبب الفواجع التى يقدمها فكما جاء على لسان احد النقاد فالكل مدينون له بالبكاء والتشنج:”…!
فهناك بدار الاوبرا الملكية يحى جورج ابيض موسمه التمثيلي ويقدم تمثيليات مترجمة ، و منيرة المهدية وفرقتها.. اسم كالطبل في البلد، وصوت له عشاق كبار.. نستطيع ان نشاهد في مسرحها رواية “ألحرة” او “كلها يومين” او “الغندورة” او “كليوباترا ومارك انطوان”.. والمؤلف الذي يزودها برواياته هو الشيخ يونس القاضي، الكاتب المسرحي الشهير..
“الست فتحية احمد” في رواية غنائية باهرة ..قنصل الوز.. بقلم الروائي الكبير الاستاذ امين صدقي.. اسم ضخم يملأ الاسماع.. والالحان من وضع الاساتذة* داود حسني * محمد عبد الوهاب * ابراهيم فوزي .. والأدوار المهمة فيمثلها بديعة مصابني ونجيب الريحاني.
وهنا توزع الشوارع اعلانات كبيرة حمراء وصفراء تقول بالبنط العريض:
حفلة طرب وغناء بدار التمثيل العربي يحيها بلبل الشرق الاستاذ محمد عبد الوهاب ملحن كليوباترا ومارك انطوان على تخت الات وطرب!
هيا تشبهوا بالامراء والعظماء في سماع الفنان الصغير! يظهر هنا الملحن محمد عبدالوهاب ، كان اول ما لقب به عبد الوهاب البلبل الصغير، و من بعده بلبل الشرق ، من مطرب الامة والعظماء إلى مطرب الملوك والامراء!
تقوم المجلات الفنية باجراء استفتاء ضخم من “اشهر المغنيات في مصر”.. فماذا تكون نتيجة الاستفتاء!
هي خمسة اسماء بالترتيب التالي:الانسة ام كلثوم ،السيدة منيرة المهدية ،الست نعيمة المصرية، الست توحيدة وأخيرا الست فتحية احمد ..
وعلى ذكر الاستفتاء نجد استفتاءطريف حول (الجمال والوجاهة والرشاقة والدلع)!
وهذه هي نتيجة الاستفتاء:
الاولى في الجمال: رتيبة رشدي .. و الثانية : فاطمة رشدي
الاولى في الدلع : منيرة المهدية ..و الثانية : لا احد بعد منيرة!
الاولى في الرشاقة : ماري منصور .. و الثانية في : امينة رزق
الاولى في الوجاهة: عزيزة امير ..و الثانية : زينب صدقي .
العديد من المجلات الفنية قد اعلنت يزهو وفخار في اكتوبر من سنة 1927 ان السيدة عزيزة امير قد انتهت من انتاج وتمثيل اول فيلم مصري “ليلى” الذي اخرجه لها ستفان روستي.. وقيل عن عزيزة امير في اكثر من مجلة فنية انها من طلائع النهضة النسائية الشاملة.
و قد أحدثت كلمة (النهضة النسائية ) لغط كبيرة لدرجة أن أحد الكتابات معلقا:
“في كل يوم يقوم على وجود نهضة نسائية في البند دليل جديد.. فمن رقص ومخاصرة للرجال.. الى قيادة السيارات والظهور سافرات في المنتديات العامة.. الى هجر المنزل ومزاحمة الرجال في قاعة جروبي وصولت.. واخر ما سمعناه عن هذه النهضة ان للنساء الان ناديا للعب التنس، واللي يعيش بشوف العجب”!.