(١)
على الطريق الدائري توقف
وأصرَّ على أن أهبط محطة (القومية العربية)
رغم أنه يدرك تماماً أنها أغلقت منذ زمنٍ طويلٍ
وأن كل محاولات تجديدها قد باءت بالفشل
ولم يبق منها سوى لوحة باهتة أكلتها الشمس
و خلفت حروف (ع.ر.ب) فتاتاً مبعثراً على مائدة المقريزي
(٢)
لا أعرف سبباً لغضبه
فقد كنت راكباً مثالياً
جلست حيث أشار لي تماماً
ونقدته أجره مضاعفاً كلَّما طلب
ولم أزعجه بالحديث عن:
أفضل تكنولوجيا تثبيت الكراسي الموسيقية
وأخر عروض الميزانية في الهواء الطلق
وأحدث صيحات إزالة الكآبة بالليزر
وحتى حين أراد أن نلعب معاً (hunger games)
تركته يصيدني مراراً
وبلا حقد رحت أرقب نشوته
وهو يرشف دمي القاني
كنبيذٍ معتَّقٍ فى كأسٍ من بلورٍ صافٍ
(٣)
حين بدَّل الطريق جلده لم أعد أعرفه
فتحت كتاب الأيدلوجيات
ورجوته أن نراجع معاً
كل الكباري وتقاطعات الطرق التي اجتزناها
أغلقه بعنف ، قذفني خارج سيارته وهو يقول:
ولدت على هذا الطريق
ولم أسمع أبداً عن تلك المحطة التي تسميها (إنسان)