الرحلة الاخيرة….قصه قصيره للكاتب خليل عبد القادر

فرغ الناس من صلاة الظهر بينما كان هناك رجل يمشى وقد اثقلت كاهليه سنواته السبعين التى ازدانت اخيرا بمرض السكر وارتفاع ضغط دم المسكين مما يراه ويشاهده يوميا من القبح الذى عم البلاد واعتنقه العباد وبينما هو يمشى بخطواته المتعبة شاهد… صيدليه.. فتذكرانه بحاجة لاحد ادويته الكثير التى نفذت اخيرا وكان من عادته عند دخوله اى محل لشراء احدى حاجياته ان يخرج نقوده قبل ان يدخله.اخذ يقلب فى جيوبه فلم يجدالجنيهات القليلة التى استلمها منذ قليل من احدى اماكن توزيع نقود ماقبل الموت المسماه معاش.والمفرض تسميتها ممات .هكذا كان يلقب هذة المرحلة من حياته وهو يضحك ويمزح مع احد اصدقائه الباقين من رحلة عمره. ابيض لون الرجل وانهار وجلس من هول الصدمة فى نهر الطريق فرجلاه لم تحتملها ولم تحتمله وتذكر ارجل انه فى بدايه الشهر وتذكر انه لم يمد يده لاحد ولم ياخذ لاقرض ولا مساعدةمر عليه شريط حياته فى ثوان فالكل كان ياتيه طالبا العون ولكنهم تخلو عنه اخيرا .فقد اختطف الموت المخلصين منهم اما اصحاب الموالد فقد فرو كالفئران التى تحس بان السفينة تغرق.

لم يحس الرجل انه كان يصرخ وان هناك بعض المارة الذين دفعهم الفضول الى التجمع لمشاهدة ما يجرى .اخيرا سمع احدهم يقول ياعم امثال الراجل ده كتير ودى طريقة جديدة فى الشحاته وقال اخر والا يكون شريك واحد نشال وميهمكش شكله التعبان ده.

عندها تقدم منه شاب تبدو عليه اثار النعمة وساله الف سلامة ياحاج فين بيتكم اوصلك بعربيتى لم يرد الرجل المسن ولكن عينيه كانت تنظر لشئ بعيد لايراه احد غيره.

عندها ظن الشاب انه لايريد من احد توصيله فاخرج من جيبه ورقة من ذات المائة جنيه وقال للرجل اتفضل ياعم الحاج اشترى بيها اللى انت عاوزه لغاية ماتروح.

ازداد وجه الرجل بياضا وكست وجهه الصفرة ومال بظهره للخلف بعد ان كان جالسا .ومر احد الرجل وقال الراجل مات ياناس حد يعرف بيته او حد يشوف بطاقته اللى فيها عنونانه…قال احد المارة لا اله الا الله…بينما قال اخر برضو فيه حد يسيب راجل تعبان وكبير زى ده يمشى فى الشارع لوحده؟

بينما علق رجل اخر وهو يهزاء من حرمة الموت قائلا اهو مات اصابة عمل.وضحك .

بينما اندفعت سيدة دفعها الفضول لمشاهدة هذا الجمع وهى تحمل فى يدها .فردة حذاء وانهالت على راس الرجل الذى كان يهزاء من الميت .وكان هناك رجل يستجدى المارة فقوقف يقول دنيا وحدوه دورك جاى يابن ادم..اذكر الله.

 
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.