العودة……​قصة قصيرة للكاتب السيد الزرقاني

 

– رن الهاتف رنات متقطعة مابين الطويلة والقصيرة 

لمحت رقمة من بين الارقام الكثيرة التي ظلت تلاحقها منذ عودتها من الامارات العربية وكانت في رحلة عمل اعلامي  هناك ………..ظنت ان الايام كانت كفيلة بقتل ما ولد بينهم في يوم ما  من مشاعر كانت تبدوا انها مثالية الي ابعد الحدود  ربما لم تعهدها في مشوار حياتها الطويل وكثرة ما مر عليها من حكايات وقصص كانت تبدوا في اعلبها انها خياليه  لا علاقة لها بامر الواقع بين الكتل البشرية التي تكتظ بها القاهرة في العقد الثاني من الالفية الثالثة

– جلست الي الايكة المريحة التي طالما لجاءت اليها في اوقات شرودها الذهني  او حال انشغالها بامر ما في حياتها العملية كا مذيعة في التلفزيون المصري  اطلت ببصرها الي المسافات البعيدة مابين السماء والارض وقالت لنفسها الم يغير الزمن افكارة عني طوال تلك السنوات العديدة ؟؟

لماذا يتذكرني الان وانا التي شرعت في انها تلك العلاقة من اجل الطموح الذي كان يشغل كل اركان حياتي  رعم تعلق قلبي به

– دخلت في تجارب حياتية وعملية كثيرة مع اناسا ظننت اني بهم ساعيش في رغد العيش والسعا دة ولكني دائما افيق علي سراب من ماء الفيافي في درب حياتي فاعود الي محرابي الخاص وتلك الايكة المريحة في زاويتها كثيرا مارسمت المدن الساحلية في قلب مملكتي هذه ومددت يدي لاراود عنفوان البحر الهائج مابين طيات معطفي  ………..كم كان ممتعا ان تحقق بعض الانتصار علي تلك المشاعر والشهوات التي كانت تعتصر جسدي ليلا  ………..وفي الصباح امارس السعادة في نشاط لم اعاهده في ايامي العادية

– مدت يدي الي بعض الصحف اتطلع مابين العناوين لمحت اسمه في صدارة الصفحة الاولي كان في استقبال حاملة الطائرات المسترال (جمال عبد الناصر )ابان وصولها الي الاسكندرية في وجود قائد القوات الجوية المصر 

كان له اسوب خاص في ابراز تلك المهام القتالية التي يمكن ان تقوم بها تلك القطعة البحرية  يعايشك حياة واقعية علي الورق

تسالت هل اتصل به احييه علي تلك التغطية البارعة ………لا سيظن اني افتح له الباب مرة ثانية بعدما قررت انا غلقه من قبل ………..لا هل سيغفر لي تلك الشطحات الجنونية في حياتي العامة والخاصة اعتقد انه لن يغفر لي ذالك ؟؟

-امام المرأة وقف ترتب ملابسها التي سترتديها اليوم ……….كان يحب هذا الفستان  لا سيعتقد انني ارتديته اليوم في اشارة مني له بالعودة ؟؟ ولما لا فانا قلبي مازال متعلق به

خرجت الي مبني التلفزيون لتقدم فقرتها في (صباح الخير يا مصر )

– علي باب 4 لمحت ملامحه من الخلف من خلال البدلة فهي التي اختارتها له  واستجاب هو لرغبتها  في الاختيار

– نادت بصوت مرتفع ؟(استاذ محمود ) فا التفت للخلف ليجدها قبل ان يعبر البوابة الالكترونية الي بهو المني العريق

– جرت مسرعة نحوه دون مرعاة للاخرين وكادت تعانقه امام الجميع في حركة لا ارادية  الا انها تراجعت في الثانية الاخيرة ومددت يدها اليه وكلها امل في العناق الطويل

– عبرا الي البهو الشاسع وسالته الي اين ؟؟

– انا ضيف معاكم اليوم في البرنامج؟

– معقول

-اكيد للتعليق علي استقبل مصر لحاملة الطائرات امس

نعم

– شردت وقالت ياريت اكون انا صاحبة تلك الفقرة من البرنامج نظرت الي اناقته في تلك البدلة التي اختارتها في لحظة تخيلت انها ستكون شريكه لحياته

– نظر هو الي ذالك الفستان قائلا كم انت رائعة في ثوبك هذا

– هل نسيت انه اختيارك انت لانك تحب هذا اللون ……………مد اليها يده وامسك بيديها وركبا المصعد سويا وصعدا .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.