في المدينة …..قصيده للشاعر عدنان العمري

 

في المدينة 
الـ يشلح الليل 
عباءته على شرفاتها 
أذاعني حزني
بين البحارين الـ يطوفون الماء
و بين نواطير الزنازن
خيبتي كخيبة العائد 
من جرح عتيق 
يفرك الندب فـ يفيق الجرح… 
و ما أدهشكِ مني 
أفولك الـ أعتاده كشوارع الحي 
و تعثر منطقكِ البلاستيكي 
بـطرازي الكلاسيكي.. 
أدهشكِ 
قلبي الـ يشبه صناديق البريد 
على أرصفة الغياب
و أنا أعد على صدأ اصابعي 
نصيبي من النهار 
و أفكر في رياضيات الله
حين تطل من كوة الخلق 
امرأة تخلع جلدها 
لغزل ضوء أعزل
أو ليل أسمر الملامح.. 
و أحصي تفاهة رجل 
راجع من ذبح امرأة 
يظن أن الله يصفق للشرف المستعاد بالموت… 
أدهشكِ
أني أتربع قبالة الله 
و أشرح له المسافة 
ما بين أول الصياح 
و عثرات الطرق الواصلة إليه
و بين أسنان المقاصل و ارتجافي ..

وما أذهلني 
نصف حلم 
كان يؤرجحني
كالبندول المرتبك
من توقف الساعات 
أو الفصل الأخير من الرواية….
……… 
و كعادة شعراء الحداثة
أغرق بالمجاز والتأويل 
و أختم المشهد 
بذاكرة المارُّون 
بكأس نبيذ بارد 
أو صبية أغازلها 
من خلف ستار الكلام.. 
و لسوء الحظ 
أني لا أشرب لأسباب صحية… 
أما الصبية 
يا الله أشكرك 
على صحتي
و على قلبي الندي
الـ يغازل أي نجمة تمر من هنا… .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.