في المدينة
الـ يشلح الليل
عباءته على شرفاتها
أذاعني حزني
بين البحارين الـ يطوفون الماء
و بين نواطير الزنازن
خيبتي كخيبة العائد
من جرح عتيق
يفرك الندب فـ يفيق الجرح…
و ما أدهشكِ مني
أفولك الـ أعتاده كشوارع الحي
و تعثر منطقكِ البلاستيكي
بـطرازي الكلاسيكي..
أدهشكِ
قلبي الـ يشبه صناديق البريد
على أرصفة الغياب
و أنا أعد على صدأ اصابعي
نصيبي من النهار
و أفكر في رياضيات الله
حين تطل من كوة الخلق
امرأة تخلع جلدها
لغزل ضوء أعزل
أو ليل أسمر الملامح..
و أحصي تفاهة رجل
راجع من ذبح امرأة
يظن أن الله يصفق للشرف المستعاد بالموت…
أدهشكِ
أني أتربع قبالة الله
و أشرح له المسافة
ما بين أول الصياح
و عثرات الطرق الواصلة إليه
و بين أسنان المقاصل و ارتجافي ..
…
وما أذهلني
نصف حلم
كان يؤرجحني
كالبندول المرتبك
من توقف الساعات
أو الفصل الأخير من الرواية….
………
و كعادة شعراء الحداثة
أغرق بالمجاز والتأويل
و أختم المشهد
بذاكرة المارُّون
بكأس نبيذ بارد
أو صبية أغازلها
من خلف ستار الكلام..
و لسوء الحظ
أني لا أشرب لأسباب صحية…
أما الصبية
يا الله أشكرك
على صحتي
و على قلبي الندي
الـ يغازل أي نجمة تمر من هنا… .