العالم يتقلب ولم يتغير: بريطانيا تخرج من الاتحاد الاوربي في خطوة لها تداعياتها ____________________________ حسم اليوم الشعب البريطاني الخروج من الاتحاد الاوربي بنسبة 52% في خطوة درامية لها خلفياتها وتداعياتها داخل بريطانيا والاتحاد الاوربي ولها علاقة بالولايات المتحده الامريكيه وباقي مناطق العالم حدث سياسي هام يؤكد أن العالم يتقلب ولم يتغير ويعكس شراسة التنافس بين القوى الغربيه وصراعهم من اجل السيطره على العالم من المهم قراءة هذا التطور على مختلف الاصعدة الإقليمية والدولية وما يشير إليه من تطورات وتحالفات من المهم قراءتها
ا- من المهم أن نتحدث عن الخلفيات لابد أن نعرف أن أنسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوربي هو تكثيف للصراع الدولي وإعادة تدويره في إطار الثقافه الاوربيه الغرببه أحادية النظره والموقف من الاخر هذه الثقافه التي أشعلت الحروب وادعت انها حروب عالميه وهي في الحقيقة حروب أوربية قبل الحربين العالمييتين وغربية بعدها أن علينا أن نتذكر أن حروبا طاحنة جرت بين الدول الاوربيه وأهمها حرب الماية عام بين فرنسا وبريطانيا وبين فرنسا وألمانيا والتي لم تعرفها شعوب العالم وكانت بريطانيا العظمى هي احد أبرز القوي الدوليه الاستعمارية حتى خرجت للوجود الولايات المتحده الامريكيه التي كانت مستعمرة لبريطانيا وتم نسج علاقات خاصه ثقافيه وسياسية بين الدولتين ورثت امريكا دور بريطانيا التي كانت لاتغيب عنها الشمس وبعد الحرب العالميه الثانيه وتصعيد الصراع بين أمريكا والاتحاد السوفيتي وجد القاده الكبار ديغول في فرنسا وشميدت في ألمانيا انه لابد من مبادره لكي تحمي بلدانهم فكان مشروع الاتحاد الاوربي الذي تطور من اقصادي إلى سياسي ولم تجد امريكا بدأ من تشجيع بريطانيا للدخول في الاتحاد الاوربي لفرملته والحد من تأثيره وكان الرييس ديغول يضع فيتو ضد دخول بريطانيا لأنه يعرف مكرها ودورها التابع لأمريكا وبعد ذلك استطاعت الدخول ولكن لم تتمكن من لعب الدور الوظيفي المطلوب منها لوجود تحالف بين ألمانيا وفرنسا دعامة الاتحاد الاوربي ولاشك أن هناك أسباب أخرى ينبغي توضيح ها وهو مايتطلب مقالة أخرى بإذن الله والحديث صله
يقول المفكر الاستراتيجي الألماني كلاوفيتز أن السياسه هي الحرب بوسائل أخرى والسياسية في المفهوم الغربي هي تحقيق المصالح بعيدا عن أي اعتبار آخر وبريطانيا هي أحد رموز الاستعمار العالمي الميكافيللي ورغم التطورات العالمية التي تجاوزتها بعد الحرب العالميه الثانيه ببروز القوتين الأعظم امريكا والاتحاد السوفيتي وهو مافيه على بريطانيا الانكماش في حدودها كحليف لأمريكا لكن التحالف الألماني الفرنسي الذي باغت العالم بعد عداء تاريخي بالدعوه لتحالف أوربي لبناء قوة لأوروبا فوضت بريطانيا أمام تحد جديد فاضطر الدخول بدعم أمريكي للحيلوله دون تقدم الاتحاد وعندما فشلت كان البديل هو الانسحاب لي كان المخرج والسيناريو وعلينا أن نفهم أن وراء هذا القرار تخطيط استراتيجي ينبغي التفكير في بعض ملامحه ومنها 1) أن بريطانيا بما هي تاريخ وجغرافيا سياسيه وطموحات لاقدم إمبراطورية استعمارية لم توافق على الاندماج الاوربي وهي منذ عدة سنوات تصارع ولم توافق مثلا على إلغاء عملتها تمسكا بسيادتها ومنع تطور الاتحاد 2) وتأتي خطوة الانسحاب كضربة موجهه للاتحاد وإصرار على بقاء بريطانيا صاحبة السياده والمركز الاستعماري الحليف لامريكا 3)وبريطانيا المنسحبه من الاتحاد الاوربي لها خطه تتفق وتتساوق مع السياسه الامريكيه على نحو ما : أولا أن بريطانيا تستعيد مركزها في العالم إضافة لأمريكا وخصما منافسا للاتحاد الاوربي ثانيا أن هذا المركز والوضع الجديد يتيح لبريطانيا دورا عالميا جديدا يجدد طموحاتها التاريخيه 3) لذلك فبريطانيا يتاح لها مجال كان يحجبه الاتحاد الاوربي وهو ان تمد يدها مباشرة لدول كروسيا والصين وعبرهما إلى تحالفات البريكس وشنجهاي 4) ولكن الأهم أن تعمل بريطانيا متحالفة مع أمريكا التي ستركز سياستها القادمه على شرق آسيا ان تهتم بريطانيا بمستعمراتها السابقه في الوطن العربي وأفريقيا وخاصة دول الخليج إذن كما رأينا أن العالم يتقلب ولم يتغير ولاتحكمه ثقافة التعارف والخير المشترك لكنها سياسة الصراع والراسماليه المتوحشة التي تتجمل بقناع الديمقراطيه وحقوق الإنسان والصراع مستمر