ﺣﻼﻗﻴﻦ مصر زمان

ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺤﻼﻗﺔ ﻣﻦ أﻗﺪﻡ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍلتى ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﻹﻧﻬﺎ ﺗﻀﻴﻒ إﻟﻴﻪ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺨﺎﻣﻪ ﻭﺍﻟﻄﻠﻌﻪ ﺍﻟﺒﻬﻴﻪ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﻤﺮﺃﻩ ﺍلتى ﺗﻬﺘﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻼﻗﻴﻦ أﻳﺎﻡ ﺯﻣﺎﻥ ﻳﻄﻮﻓﻮﻥ ﺍﻷﺯﻗﻪ ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺣﻘﻴﺒﻪ ﺟﻠﺪﻳﻪ أﻭ ﺻﻨﺪﻭﻕ خشبى ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﻪ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ( ﻣﺎﻛﻴﻨﺔ ﺣﻼﻗﻪ ﻳﺪﻭﻳﺔ – ﻣﺸﻂ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ – ﻣﻮﺱ ﻳﻄﻮﻯ – ﻣﺴﺘﺤﺪ – ﺳﻴﺮ ﺟﻠﺪ ﻟﺸﺤﺬ ﺍﻟﻤﻮﺱ ﻗﺎﻳﺶ – ﻛﺎﺳﺔ ﺻﻐﻴﺮﻩ – ﻗﻄﻦ – ﻓﺮﺷﺔ ﺣﻼﻗﺔ – ﻓﺮﺷﺔ ﺗﻨﻈﻴﻒ – ﺻﺎﺑﻮﻥ ﺣﻼﻗﻪ – ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ – ﻣﻘﺺ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ – ﺻﺎﺑﻮﻧﺔ ) ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﺤﻼﻗﻪ ﺯﻫﻴﺪﺍ ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ أﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺮﺗﻔﻊ ( ﺩﻛﻪ ) ﺃﻭ ﻣﺼﻄﺒﺔ أﻭ ﻛﺮسى إﻥ ﺗﻴﺴﺮ وينتظر حتى يقدم له ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺷﺒﻜﺎ ( ﻣﺎ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﺸﻴﺸﺔ ﺣﺎليا ) ﻭﻓﻨﺠﺎنا ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ، ﺛﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻭقتا ﻃﻮﻳﻼ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺊ ﺩﻭﺭه ، ﺃﻣﺎ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻼﻗﻴﻦ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺴﺘﻘﺮﻳﻦ  فى ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻣﺤﺪﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺻﻔﻪ فى ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﻭﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎس وأحيانا ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺼﻮﺭﻳﻦ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﻴﻦ ﻭﺑﺎئعى ﺍﻟﺘﺮﻣﺲ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻃﺎ ، وﻃﺮﻳﻘﺘﻬﻢ ﻏﺮﻳﺒﺔ فى ﺫﺍﺗﻬﺎ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﻴﺤﻪ ﻭﻳﻤﺴﻚ ﺍﻟﺰﺑﻮﻥ ﻣﺮﺁﺓ ﺍﻟﺤﻼﻗﻪ ﺑﻴﺪﻩ ، ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ أﺩﻭﺍﺕ ﺗﻌﻘﻴﻢ ، ﻭأﻛﺜﺮ ﺍﻟﺤﻼﻗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻜﺬﺍ ﺣﺘﻰ إﻟﻰ أﻳﺎﻡ ﻗﺮﻳﺒﺔ ، وفى ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻛﻨﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪﻫﻢ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪﻳﻦ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺤﻼﺕ ﺣﻼﻗﻪ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺘﻄﻮﺭﻩ بأﺩﻭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺎﺑﻬﻪ ﻟﻤﺎ ﻭﺭﺩ فى ﺍﻟﺤﻼﻕ ﺍﻟﺠﻮﺍﻝ ، ﻋﺪﻯ ﺗﻮﻓﺮ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻳﺘﻮﻝ ﻟﺘﻌﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﻮﺱ ﺍﻟﺬى ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ﻟﻌﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﻔﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﻥ ﻭهى ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻟﻤﺮﻩ ﻭﺍﺣﺪﻩ ، كما ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﺤﻼﻗﻪ أﻧﻮﺍﻉ ﻭﻣﻮﺩﻳﻼﺕ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ فى ﻛﻞ ﺍﻷﺯﻣﻨﻪ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺩﻳﻼﺕ ﺍلتى ﻛﺎﻧﺖ فى ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ، ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ، ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ :

 

– ﺍلعصملى : ﻭﻫﻮ ﺣﻼﻗﺔ ﺍﻷﻓﻨﺪﻳﻪ ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺧﻔﻴﻔﻪ ﺟﺪﺍ ﻭأﻗﺮﺏ إﻟﻰ ﺍﻟﺼﻔﺮ

– ﺯﻳﺎﻥ ﻋﺮﺏ : ﻭهى ﺣﻼﻗﻪ ﻧﻤﺮﺓ ﺻﻔﺮ ﻭﺑﺎﻟﻤﻮﺱ

ﺍﻟﺠﻌﺠﻮﻟﺔ : ﻭهى ﺣﻼﻗﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﻪ ، ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻌﺮ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﻄﻮﻝ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺠﻌﺠﻮﻟﺔ

– ﺍﻟﻤﺠﻴﺪى : ﻭهى ﺣﻼﻗﺔ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻓﻘﻂ ﺑﺪﺍﺋﺮﻩ ﺗﺸﺒﻪ ﻋﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪى

– ﺍﻟﻄﺎﺳﻪ : ﻭهى ﻣﺎتسمى ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﻟﺤﻔﺮ ، ﻭهى ﺣﻼﻗﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻮﺳﻂ أﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﺳﻪ

– ﺳﻮﻟﺠﺮى : ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻋﺴﻜﺮى ﻭهى ﺣﻼﻗﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺑﺮﻗﻢ 2 ﻭﺍﻷﻋﻠﻰ ﺑﺮﻗﻢ 4 

– ﺑﺮﻭﺹ : ﻭهى أﻳﻀﺎ ﺣﻼﻗﻪ ﻋﺴﻜﺮﻳﻪ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺨﺺ ﺍﻹنجليز ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺧﻔﻴﻔﻪ ﺟﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﻌﺮ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﻄﻮﻝ

– ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻴﺖ : ﻭهى ﺣﻼﻗﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﺴﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻗﺒﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻣﺎﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ

– ﺍﺑﻮ ﺍﻟﻄﻮﺑﻪ : ﻭﻫﻮ أﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻳﻄﻮﻝ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺮﻗﺒﻪ

– ﺍﻟﻬﺎى ﻻﻳﻒ : ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺯﻟﻒ إﻟﻰ ﻣﺴﺎﻓﻪ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺫﻥ

– ﺍﻟﺨﻨﺎﻓﺲ : ﻭهى ﺍﻃﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ( ﻛﺮﻓﺶ ) ﻣﻊ ﺯﻟﻮﻑ ( ﺳﻮﺍﻟﻒ ) ﻃﻮﻳﻠﻪ ﻭأﺷﺒﻪ ﺑﺸﻌﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ

 

● ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺤﻼﻗﻴﻦ فى ﺗﻨﻈﻴﻒ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺟﺬ ﺷﻌﻮﺭﻫﻢ قى النصف الثانى من القرن التاسع عشر

ﻟﻤﺎ ﻳﺠﺊ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺑﻮﻥ ، ﻳﺠﺪ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻪ ﺳﺎقا ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ، ﻣﺜﺒﺘﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻬﺎ فى ﺍﻟﺴﻘﻒ ، ﻭﺗﺤﻤﻞ فى ﻃﺮﻓﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﺁﻧﻴﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﻘُﻤﻊ ، ﻣﺜﻘﻮﺑﺔ ثقبا ضيقا ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﺻﺤﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﺗﺤﺖ ﺫﻗﻨﻪ ، ﻳﻨﺴﻜﺐ ﻣﻦ ﺍﻵﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺳﻠﺴﻮﻝ ﻣﺎﺀ ﻓﺎﺗﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ، ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﺍﻟﺤﻼﻕ ﻟﻐﺴﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻭﺭﻗﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺑﻮﻥ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﺮﺃﺱ ﺷﻌﺮ ﻏﺴﻠﻪ ﻭأﺳﺘﻐﺮﻕ ﺯﻣﻨﺎ ﻃﻮﻳﻼ فى ﺣﻜﻪ ﺑﺄﻇﺎﻓﺮﻩ ، ﺛﻢ ﻳﺠﻔﻒ ﺭﻃﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﻤﻨﺪﻳﻞ ، ﻭﻳﻠﻒ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﻤﻨﺪﻳﻞ ﺁﺧﺮ  ،ﻫﺬﺍ ﻋﻦ « ﺍﻟﺸﻌﺮ » ﻓﻘﻂ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻮﺍل ﺁﺧﺮ ، ﺇﺫ ﻳﺮﻃﺐ ﺍﻟﺤﻼﻕ ﻟﺤﻴﺔ ﺯﺑﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﺗﺮﻃﻴﺒﺎ ﺟﻴﺪا ، ﻭﻳﺘﻨﺎﻭﻝ « ﻣﻮﺱ » ﺣﻘﻴﺮ ﻣﺼﻨﻮﻉ ﺍﻟﻨﺼﻞ فى ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ، و ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻼﻗﻴﻦ أﺳﺘﻌﺎﻧﻮﺍ ﺑﺤﺠﺮ ﺍﻟﻤﺴﻦ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﺤﺬﻩ كى ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ، كما إن ﺍﻟﺤﻼﻕ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﺑﻘﺪﻣﻪ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮسى الخشبى ، ﺛﻢ ﻳﺴﻨﺪ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺰﺑﻮﻥ ﺍﻟﻤﻐﻄﺎﺓ ﺑﻤﻨﺪﻳﻞ ﺇﻟﻰ ﺭﻛﺒﺘﻪ ، ﻭﻳﺸﺮﻉ فى ﺇزﺍﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ إﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻠﻬﺎ ، ﺛﻢ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻣﻜﺮﺭا ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ، ﻓﺈﺫﺍ أﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺟﻌﻞ ﻳﺴﻮى ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﺭﺑﻴﻦ ﻣﺘﻔﺤﺼﺎ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺰﺑﻮﻥ ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺮﺓ ﺷﺎﺫﺓ ﺃﺯﺍﻟﻬﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ، ﺛﻢ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺟﺒﻴﻦ ﻓﻴﺴﻮﻳﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﻌﻠﻬﻤﺎ ﺗﺎمى ﺍﻟﺘﻘﻮص ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﺤﻞ ﺃﺳﻄﻰ ﻭﻟﺪﻳﻪ ﺻﺎﻧﻊ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻭﺣﻤﻞ ﺍﻟﻘﺮﻭﺍﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﻏﺴﻞ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺰﺑﻮﻥ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﺷﻒ أﻭ ﺍﻟﻮﺯﺭﻩ ( ﺍﻟﻔﻮﻃﻪ ) ﻭأﻫﻢ ﻭﺍﺟﺐ ﻟﺪﻳﻪ ﻫﻮ أﻥ ﻳﻘﻮﻝ ( ﻧﻌﻴﻤﺎ ) ﻟﻴﻘﺒﺾ ﺍﻹﻛﺮﺍﻣﻴﻪ ، ﺛﻢ ﻳﺘﻄﻮﺭ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻟﻴﻜﻠﻔﻪ ﺍﻷسطى ﺑﺤﻼﻗﺔ ﻭﺟﻪ أﺣﺪ ﺍﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻬﻤﻴﻦ ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺘﻄﻮﺭ ﻟﺤﻼﻗﺔ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺧﺎﺻﺔ فى ﺍﻟﻌﻴﺪ ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻷﺯﺩﺣﺎﻡ ﻭﻋﻨﺪ ﺗﻤﺮﺳﻪ فى ﺍﻟﻤﻬﻨﻪ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﺍﻷسطى بأﻧﻪ أﺻﺒﺢ ﺣﻼﻕ ، ﻭﻳﺒﻠﻎ ﺍﻷﺳﻄﻮﺍﺕ فى ﻣﻘﻬﻰ ﺍﻟﺤﻼﻗﻴﻦ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻋﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺤﻼﻕ أﻳﺎﻡ ﺯﻣﺎﻥ ﻣﺨﺘﺺ ﺑﺤﻼﻗﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﻘﻂ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻀﻤﺪ ﺍلصحى ﻟﻠﻤﺤﻠﻪ ، ﻓﻬﻮ ﻳﺪﺍﻭى ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺰﺭﻕ ﺍﻷﺑﺮ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺨﺘﺎﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﻳﺪﺍﻭى ﻭﻳﻘﻠﻊ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ ﻭﻳﺨﻴﻂ ﺍﻟﺠﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﻕ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻣﺎ أﺩﺧﻠﺘﻪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﺤﻼﻗﻪ ﻭﺗﻄﻮﺭ أﺩﻭﺍﺗﻬﺎ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﻪ ﻭﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﻘﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺨﺼﺺ فى إﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ، أيضا ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻤﺤﻼﺕ ﺍﻟﺤﻼﻗﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﻪ ﺩﻭﺭ ، ﻓﻘﺪ ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺤﻼﺕ ﺍﻟﺤﻼﻗﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﻪ ﺑﻌﺪ أﻥ ﻛﺎﻧﺖ فى ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻔﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﻻﺕ أﻭ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ فى ﺑﻴﻮﺗﻬﻦ ﻭﻛﻦ ﻳﻘﻮﻣﻦ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ، ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺤﻼﻗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﻩ ﻭﺍلتى ﺗﺪﺭ ﺇﻳﺮﺍﺩﺍ ﺟﻴﺪﺍ ﻷﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻭﺩﺧﻠﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﻪ فى ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻔﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺎﺕ ، ﻭﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﺻﺒﻎ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻧﺘﻒ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﺨﺪﻭﺩ ﻭﺗﻄﺒﻴﺮ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺐ ﻭﺣﻔﺮ ﺧﻄﻮﻁ ﻭﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﻭﻋﻤﻞ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻣﺎ يخالفه