شخصيات رمضانية .. ينقب عنها : فوزى خطاب .. الشيخ محمد الغزالي.. إمام التقريب والداعية الأريب


هكذا تم اختصار الاسم..العملاق. حين توافد الألاف بملابسهم البيضاء من جميع انحاء المملكة الي المدينة المنورة للصلاة علية ومواراة جسده المبارك في البقيع.. ودفنه بين الإمام مالك والإمام نافع من ناحية…. وبين ابراهيم ابن النبي من ناحية……. ويالها من خاتمة لاهل الله وخاصته…. عالم رباني صاحب اسلوب متفرد في الدعوة الي الله. داعية ومربياً ومفكراً وواعظاً… وأحد من اللذين تملكوا ناصية الدين فكان بحق احد المجددين المعاصرين والمصلحين الكبار دعاة التقريب 
انه الشيخ محمد الغزالي ابن قرية نكلا العنب محافظة البحيرة والمولود عام ١٩١٧ والموصي باسمه لرؤيا رآها ابوه. لابي حامد الغزالي. ان يسمي ابنه القادم باسمه!
حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية وهو دون العاشرة. ثم معهد الاسكندرية الأزهري 
فيحصل على الابتدائية والكفاءة والثانوية ليرحل بعدها الي القاهرة…. ويلتحق بكلية اصول الدين ومن بعدها ماجستير في اللغة 
العربية عام ١٩٤٣ 
يجلس بعد صلاة المغرب في احد مساجد الاسكندرية يقلب اوراق دراسته.. اذ بشاب حسن الشكل. فصيح اللسان. عظيم المنطق 
ساحر البيان. ياخذ بمجامع القلوب اذا تحدث ولم يكن هذا الشاب سوي حسن البنا الذي اعجب به الشيخ.واصبح من مريديه وخاصتة وعضو بارز من اعضاء جماعة الإخوان المسلمين. الذين ما ان قامت الثورة الا وحدث الخلاف بينهم وبين عبد الناصر الذي طلب منهم تنحية الهضيبي المرشد العام قائلا :انا لا اجيد التعامل مع هذا الشخص! حتي يستمر الاخوان في الحياة السياسية فيرفض الهضيبي ومعه جماعة…. وترفض جماعة اخري بقاء الهضيبي… وتذهب الي بيته وتحاصر مقر الاخوان لاجبارة علي الاستقالة من بينهم الغزالي…… الا ان محاولتهم تبوء بالفشل. ويفصل علي اثرها الشيخ من الجماعة….. بعدها يطلب عبد الناصر من الخارجين من الاخوان ان يبرزوا مساوئهم.. فيرفض الغزالي طلبه ليجد نفسه محبوسا.. ولا يخرج إلا علي كارثة ٦٧ فلا يجلس في بيته.. انما يشمر عن ساعده….. و يذهب الي الجبهة المنهارة يشد من ازر جنودها ويقوي عزيمتهم ويذكرهم بايام الله.. حتي تتحقق النصر في ٧٣. يعود.بعدها وكيلا. بوزارة الاوقاف.. والتي ما لبث ان تركها ذاهباً الي الجزائر بدعوة من رئيسها لمقاومة الغزو الفكري الغربي الفرنسي فكانت الشوارع تخلو من اهلها اذا تحدث اليهم عبر الإذاعة او في التلفزيون.. يزور البوسنة علي راس وفد كبير ابان محنتها ويصلي في جامعها الكبير 
يفتي بردة فرج فودة إلا انه لا يعطي الحق لآحاد الناس ان يطبق الحد بنفسه.. يتبني المصالحات بين الدولة وبين الجماعات الاسلامية.. يعيده عبد الحليم محمود للخطابة ولكن هذة المرة في جامع عمرو بن العاص. فيقبل علي مضض!.. لانه يجد في قلبه شيأ ناحية عمرو بن العاص لموقفه من علي {ض}!! وذات يوم يستدعيه الشيخ الباقوري الي بيته ويدنيه اليه ويسر له… قل لي؟ ماذا بينك وبين عمرو بن العاص؟. فيتعجب الشيخ الغزالي! ويقول لا شيئ فأنا اخطب في مسجده. فيقول له الباقوري احكي لك وانت عليك التفسير… ذات يوم وانا نائم اذا بطارق.. فقلت من؟ فقال الوالي! عمرو بن العاص.. فقمت مسرعاً استقبل صاحب رسول الله. فقال لي:ابلغ الشيخ الغزالي انني غفرت له تطاوله في حقي.. لأنه أحيا مسجدي بعدي وهو رابع مسجد في الاسلام اجتمع فيه الفاتحون!
كان الشيخ في اهله هاشاً باشاً لا تجف له دمعه لفراق زوجته… سمحاً خلوقاً يقول لمخالفيه.. انا صاحب دعوة… لا يعنيني ان يخاصمني الناس فيها… انما يعنيني ان اتعامل واياهم بالعدل.. اكره الغلظة والشراسة فلو كان احدهم تاجر ما احتجت لتجارته ولو كان موظفاً ما ذهبت الي ديوانه ولكن البلية ان يكون امام صلاة او خطيب او مشتغلاً بالدعوة. ان يكون فتنة متحركة متجددة يصعب فيها العزاء واذا لم يكن الدين خلقاً دمثاً ووجهاً طلقا ًوروحاً سمحة وجواراً رحباً وسيرة جذابة فماذا يكون؟ 
يقول اشعر ان ما اختاره الله لي افضل مما اخترته لنفسي لذا…. فانا منشرح الصدر لما وقع لي منذ البدأ.. وحتي يوم الناس هذا.. إلا ان القي الله بالرحيل عن هذة الحياة.. والتي كانت في ٩ مارس ١٩٩٦ في مؤتمر اسلامي في الرياض.. وقلمه في يده… ليرحل عن دنيانا واحد من كبار الدعاة في العصر الحديث. ذلك الأواب الرجاع الخاشع النادم البكاء سريع الدمعة لآيات الله حين تتلي عليه…. وصدق الشعراوي حين قال وهو واقف علي قبره 
في الليلة الظلماء…. يفتقد البدر 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.