ماذكره محامى الحكومة أمام المحكمة أمس من أن مصر قد احتلت الجزيرتين بعد أن استأذنت السعودية ، هو تشويه وتزوير فاضح للتاريخ ، فى محاولة لتبرير التفريط فى الجزر الذى يدافع عنه .ونتحداه هو وحكومته ان يقدما وثائق تثبت هذا الزعم وتلك الفرية . فماهو متاح ومنشور من وثائق يؤكد فى الحد الأقصى أن مصر لم ” تستأذن ” السعودية ، كما زعم هو وحكومته ، بل إنها قالت بل إنها أرسلت قواتها للجزيرتين ” بالإتفاق التام مع الحكومة العربية السعودية ” ، و ان ” مصر اتخذت هذا الإجراء لمجرد تعزيز حقها فيما يتعلق بالجزيرتين ” ( وارد فى مذكرة الخارجية للرئاسة الموقعة من السفير محمد شكرىبتاريخ 20/5/1967 .هذا بينما أكد اللسفير المصرى فى الأمم المتحدة فى جلسة مجلس الأمن بتاريخ 15 فبراير 1954 أن مصر تسيطر على الجزيرتين منذ عام 1841 . و أكد أن مصر إتفقت مع السعودية على إحتلال اجزيرتين و أنهما يمثلان جزءا لايتجزأ من الأراضى المصرية .وووفقا لبرقية وزير المملكة العربية السعودية فى القاهرة إلى الملك عبد العزيز بتاريخ 30 /1 /1950 ردا على برقيته ( وليس خطابه ) الشهيرة ( وفقا لماهى واردة فى رسالة دكتوراه بعنوان “مضيق تيران فى ضوء احكام القانون الدولى ، للطالب خليل ، عمرو عبد الفتاح ، بإشراف أستاذ دكتور محمد طلعت الغنيمى ) ، فقد رد الوزير السعودى على تنبيه الملك بأهمية إرسال القوات المصرية قائلا ” إن احتلال الجزيرتين قد تم أو أوشك على التمام فى الوقت الذى أتشرف فيه بإرسال هذه البرقية ، و إذا كانت الحكومة المصرية لم تتصل بنا من قبل ، فما ذلك إلا لأنه أرادت أن تستعين على قضاء هذه الحاجة بالكتمان ، كما يوصى الحديث الشريف ” . أى الحكومة المصرية تصرفت منذ البداية بشكل مستقل ، ولم تخطر السعودية بالأمر منذ البداية . عيب وعيب أن يردد محامى الحكومة اكاذيب من نوع أن مصر ” إستاذنت ” السعودية قبل ” إحتلال ” الجزر ..التشويه و الاكاذيب لاتستطيع حجب الحقيقة التاريخية بأن الجزر مصرية ، و أن التنازل عنها تفريط فى حق الوطن !