شخصيات رمضانية .. ينقب عنها : فوزى خطاب . .المبارك (عبد الله بن المبارك)


مررت بقبر بن المبارك غدوة 
فأوسعني وعظاً وليس بناطق 
وقد كنت بالعلم الذي في جوانحي 
غنياً.. وبالشيب الذي في مفارقي 
ولكن أري الذكري تنبه غافلاً 
إذا هي جاءت من رجال الحقائق 
…………………………………

ابو عبد الرحمن.. عبد الله بن المبارك شيخ الإسلام واعجوبة الزمان…. اجتمعت فيه خصال الخير فكان رحمه الله مجاهداً كبيراً وفارساً عظيماً وإماماً فقيهاً وعلماً من اعلام الأسلام عدوا فيه خصال الخير فقالوا جمع العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والشعر والذهد والعبادة والشجاعة والفصاحة وقيام الليل والحج والغزو والفروسية 
ولد بن المبارك في مرو من بلاد خرسان لأب من الترك مملوك. لسيده الذي يطلب منه ان يأتيه برمان من بستان له فيأتيه به حامضاً لا يصلح فيقول له الا تعرف الحلو من الحامض فيقول. كيف وانا لم اذقه. قال تعمل عندي من ثلاث سنوات ولم تذقه.. فال لم تأذن لي 
فعلم امانته ودينه!…قال له يوماً يا مبارك تري لمن ازوج ابنتي؟ فقال يا سيدي كانوا في الجاهليه يزوجون للحسب. واليهود للمال والنصارى للجمال وهذه الأمة للدين.. فقال وانا ما اراها تصلح الا لك.. وزوجها.. فكان هذا العلم من اعلام الاسلام 
اخذ في طلب العلم عندما بلغ العشرين من عمره فطاف الدنيا ولم يترك بلداً من بلاد الإسلام إلا ودخلها بحثاً عن حديث أو اثر فيرحل ألف ميل ليلقي الحسن البصري فيقول هات ما عندك.. فيقول الحسن {لاتشتري مودة ألف رجل بعداوة رجل واحد. فيقول وهذا والله الذي اخرجني من مرو.. 
يقول عنه الامام النسائي. لا اعلم في زمانه من هو اجل منه ولا اعلم ولا اجمع لخصال الخير منه…. يودعه يوماً الفضيل بن عياض وسفيان بن عيينه.. فيقول هذا انه امام اهل المشرق ويقول هذا انه امام اهل المغرب.. كان حسن الصحبة يتودد الي اصحابه ويحبهم ويجلهم ويفخمهم ولا يذكر إلا محاسنهم… يصحب رجلا سيئ الخلق في سفر. فجعل يتودد اليه ويتلطف معه. فلما فارقه بكي.. قيل ما يبكيك يا ابا عبد الرحمن 
قال ابكي رحمة له فارقته وخلقه معه لم يفارقة..!!
يقول :إذ رافقت قوماً أهل ود… 

فكن لهم كالرحم الشفيق……. ولا تأخذ بذلة كل قوم…………. فتبقى في الزمان بلا رفيق
يقول ابو علي الروزباري. صحبت بن المبارك في سفر فقال انت الأمير ام انا.. فقلت بل انت. قال فعليك بالسمع والطاعه.. قلت نعم 
فبدأ بالمخلاة فحملها علي عاتقه.. قلت يا ابا عبد الرحمن!
قال اطع الامير فسكت..ثم أخذنا مطرشديد. فجعل يحميني بالكساء. وهو واقف فقلت يا ابا عبد الرحمن!
قال أطع الأمير.. فسكت. وقلت يا ليتني مت ولم اقل كن اميري..فلما اردت الافتراق قال لي يا ابا علي.. اذا صحبت انسان فاصحبه علي مثل هذا…. يقول:رأيت الذنوب تميت القلوب 

وقد يورث الذل ادمانها…… . وترك الذنوب حياة القلوب………..وخير لنفسك عصيانها
يقول القاسم بن محمد صحبته في سفر بليل فقلت في نفسي بأي شيئ نال بن المبارك مافيه.. ان كانت صلاة فنحن نصلي وإن كانت زكاة وقيام وغزو وجهاد فنحن نفعل وبينما انا مع نفسي أحدثها إذ انطفأ المصباح
فقام احدنا يصلحة وما ان عاد نور المصباح فجعلت انظر اليه.. فوجدت لحيته وكفيه وقد ملئتهما الدموع. من تذكره القبر والظلمة 
فقلت بمثل هذة الخشية نال بن المبارك ما نال……ارسل اليه الفضيل بن عياض يوما وهو في مكه معاتباً علي كثرة الغزو والجهاد وتركه الحرم والصلاة فيه.. وهي بألف صلاة! 
…..فيرسل اليه شعراً..وهو مرابطاً في سبيل الله منتظراً لقاء العدو.. لا اجد والله له وصفا
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا..لعلمت أنك بالعبادة تلعب.. من كان يخضب جيده بدموعه.. فنحورنا بدماؤنا تتخضب
او من كان يتعب خيله في باطل..فخيولنا يوم الصبيحة تتعب..
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا..
رهج السنابك والغبار الأطيب..
يدخل زمزم يوماً ويقول اللهم ان نبيك قال ماء زمزم لما شرب له.. وانا اشربه لعطش يوم القيامة…. 
له جار يهودي يبيع داره بألفين درهم فيقولوا لا تساوي إلا ألف قال صدقتم.ألف للدار وألف لجيرة بن المبارك…!

فيعطيه ثمنها ويقول له لا تبعها!
وهذة أم ولد. هارون الرشيد تنظر فتري زحام وجلبة وهرولة تتقطع معها النعال. فقالت ما هذا.الزحام.. قالوا عالم أهل خرسان عبد الله بن المبارك.. فتقول هذا والله الملك.. لا ملك هارون الرشيد الذي لا يجمع الناس إلا بشرطة واعوان وسوط وعصا..!
يأتيه الموت علي اعتاب بلدته لم يدخلها وليس معه الا غلام له. يضع رأسه علي رجله فيبكي الغلام فيقول.. ما يبكيك.. فقال يا أمام ملأ علمك الدنيا وها انت تموت وليس معك من يلقنك الشهادة!
فيقول لقنيها أنت وقلها مرة واحدة فإن وجدتني أمسكت فلا تكررها علي…!
فيقول لا إله إلا الله.. رافعاً اصبعه الي السماء.. ليلقي ربه مجاهدا غازياً في سبيله. ويصيح الغلام.

مات بن المبارك….مات بن المبارك ويرحل… علم الأعلام. اامجموع علي إمامته… تستنزل الرحمة بذكره وترجي المغفرة بحبه.. حلف الزمان ليأتين بمثله
..حنثت يمينك يا زمان فكفر.. رحم الله بن المبارك وحشرنا في زمرتة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.