لَيْلِي…..قصيده للشاعره سهير صالحاني

 

لَيـْلِي شـقيُّ الكـأسِ مُـرٌّ شَـرابُهُ

يَشيبُ لِهَولِ الحُزنِ فيهِ غُرابُهُ

وظِلِّي جبالٌ مِن براكينِ لوعتي
ويَسقي لَظاها بالحميمِ سَرابُهُ

وقنديلُ زيتٍي حارِقٌ بلسانِهِ
يَفُتُّ هَشِيمي لـومُـهُ وعِتابُهُ

يُرائي بِلُطفٍ إذ بدا بتوهُّجٍ
ليُطلِقَ أشباحَ الظلالِ رِهابُهُ

فينـشُـرَ حَوليْ الذكـرياتِ جميعَها
كأنِّي مُدانٌ واسْتحَقَّ عِقابُهُ

أتونٌ من الجَمرِ استطابَ لواعجي
يَعيثُ الصريرَ الخارِقَ الصمتَ بابُهُ

وهَمِّي ثقيلٌ جاثِمٌ فوقَ مُهجَتي
عَصِـيٌّ على صُـبـحٍ قَـصِـيٌّ ذَهابُهُ

على أضلُعي يَجثو بأحمالِ عاجِزٍ
فكيفَ لِهَمِّي أن يَزولَ عذابُهُ

أيا ليلَ عِشقي والعهودُ ثوابتٌ
أليسَ لمثلي في الغرامِ ثَوابُهُ

فكيف تُقيمُ الحَدَّ فيمَن سقى الوفا
وتصفحُ عمَّن في الجفا لاح نابُهُ

فجاوَبَني إنَّ الذي يرتضي النوى
يكونُ بلا أحمالِ غَيثٍ سَحابُهُ

فكيفَ يُحِسُّ القهرَ إن كان يرتوي
بإشعالِ نيرانِ القلوبِ شَبابُهُ

هو القاتِلُ المقتولُ في شُرعةِ الهوى
ومثقوبَةٌ مِن كُلِّ ناحٍ جِعابُهُ

لكَ السعدُ إن عِشتَ الغرامَ مُعَذَّبًا
وذاكَ الذي يأباهُ عِيبَ صوابُهُ

فحاذِرْ وليفًا إن رأيتَ عُيونَهُ
تُشيحُ عنِ الأنظارِ فالغدرُ دابُهُ

وخُذْهُ وَليفًا إن بدَت نظراتُهُ
كيَنبوعِ ماءٍ يُستطابُ شرابُهُ

وبادِرْ إلى استفتاءِ قلبكَ عِندَهُ
وصَفِّ النوايا كي يُزاحَ نِقابُهُ

ففي كُلِّ وَقتٍ قد يَجيئُكَ مؤنِسٌ
وما كُلُّ أُنسٍ قد تُريحُ رِحابُهُ

وكُنْ راعيًا للقلبِِ وارحَمْ صَفاءَهُ
وقُمْ مِن عذابِ الوَهمِ، يَكفيكَ غابُهُ

تُريدونَ أن تُروَىٰ حكاياتُ حُبِّكُمْ ؟
وليلُ الهوى لا يَحتويكُم كِتابُهُ !!!

فقلتُ لهُ ارْحَمْني أيَا لَيلَ حُرْقَتي
فكانَ “انتهىٰ هذا الحوارُ” جَوابُهُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.