أتَذكَرُ مرةً ..
كُنْتُ في الأقَاصِي البَعيييّدةِ ، البَعِيدَة
حِين هَبط فَجأةً غُصّنُ زيزفونةٍ مِن السّماءِ ..
أمسَكتُ بالسّرابِ المُتدَلي مِنهُ ،
حَيثُ كانَ يَأكُلُ ظِلي ..
وبِقِطَع من السُكرِ يتلذذُ بِقَلبِي المُتَشَظي
حِينَها كان صَمتي واحتراقي
يَُرّسِمُ خُدُوشهُ المُبللةَ بِنَزفِه ..
قدماي كأنهُما خَشْبٌ مُهترئ
لا تَعلمَانِ لهُما طَريقاً غَير نُقطة السراب تِلكْ ..
يتأرجَحُ ظِلي مَع اهتِزاز الزيزفونة
فأقطعُ غُصّنَها بِما تبقى لديّ من قُوةٍ ،
لأجْثُوا على الأرضِ بِثبَات
وأنهضُ مُجدداً ..