محمد شمروخ يكتب …..”الشرطة والشعب.. ثنائية الرعونة الوهمية”

كل يوم تحدث مشاجرات يقتل فيها ضحايا.. نجار يقتل مبيض محارة.. مقاول يقتل مهندسا.. طالب يقتل زميله.. سائق يقتل جزارا وهكذا لأسباب مختلفة قد تصل للخلاف على بضعة جنيهات، لكن الدنيا تقوم ولا تقعد عندما يندفع ضابط أو أمين أو فرد شرطة تحت سطوة رغبة رعناء لامسئولة ويقتل أحدا من الناس في مشاجرة لأي سبب، فهناك فرق بين شرطي يقتل مواطنا داخل منشاة أمنية أو لسبب أمنى وبين أن يقتله لسبب آخر كالذي حدث مع سائق الدرب الأحمر.. بالطبع هو عمل إجرامي لاسيما أنه بسلاحه الميري، غير أن الذي قتل قتل لغير سبب قانوني أو جنائي أو سياسي، فالسائق رحمه الله لم يكن متهما ولا شاهدا ولا له صله بإجراء أمنى ما مع قاتله، كل ما حدث أنه خلاف على أجرة كما يحدث كل ساعة بين السائقين والزبائن، فماذا لو كان السائق مقتولا بيد صاحب أي مهنة أخرى، أقسم أنهم ربما لن يقرؤوا عنوان الخبر.

لا أعفي أفراد الشرطة من الاندفاع غير المسئول والذي يستغل أسوا استغلال برعونة هم أنفسهم يعرفون أنها ستأتى عليهم شخصيا أو رسميا بنتائج فادحة.
لكن الإخوة من الإعلاميين والفسابكة -وخصوصا الفسابكة- والنشطاء والحانقين على النظام ويرون أنه مختزل في الشرطة، لا يفوتون الفرصة لبث الفتن مدفوعين برعونة لا تقل عن رعونة رجل الشرطة المخطيء، لكني بشكل شخصي أعرف وألمس هذا المرض العضال منذ عملت في مجال الحوادث والقضايا منذ ما يقرب من عشر سنوات، فكما أن الشرطة مفعمة بشعور النقص لدي كثير من أبنائها فذلك لأنهم تربوا في مجتمع موبوء بهذه العقد، المتمثلة في شعور وهمي بالتعالي والحنق والشعور البغيض بالدونية لدى الشرطة والشعب معا، فهم إما أن يملكوا السلطة أو يرفضونها ولا يجدون لهم أهمية في الحياة إلا بذلك المرض المصري الأصيل.
هل لو قتل السائق على يد محام أو مهندس أو طبيب كان مرخصا سلاحا، هل كان الأهالي سيذهبون لنقابات المحامين أو المهندسين أو الأطباء؟.
الشرطة مريضة بمرض مصري أصيل اسمه النقص الذي يندفع للعداوة تجاه شخص ما لمجرد أنه ينتمي لفئة ما وهذا المرض موبوءة به أرض الكنانة المريض كثير من أبنائها بعشق السلطة الذي يغوى رجالها فيخرجون مكنونهم الأسود في هيئه تقيحات سلطوية وكذلك معارضيها المدمنين للشعور بالدونية والحنق والحقد على كل من ينتمي للسلطة.
هل لمست الجرح؟.. أعتقد أنى اقتربت منه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.