سال الرجل عامل المقهى سيد غراب قائلا ياسيد محدش سائل على النهاردة قال سيد غراب لاوالنبى يا استاذ دسوقى مفيش غير الراجل اللى بيبيع حاجات بالتقسيط ايوة اسمه حسن بربش…قال الاستاذ دسوقى شكرا يا غراب….وانصرف لحال سبيله.اخذ الاستاذ دسوقى يمشى فقى الازقة والشوارع تقوده قدماه دون تفكير .فقد كان القرض الذى وعده به صديقه محسن كل مايشغل فكره .صحيح ان محسن صديقه وعده ان يعطيه ثلاثة مائة جنيه حتى اول الشهر القادم وكان ميعاده من يومين مضت ولكن الوقت الباقى على سفر ابنه لاحدى الكليات العملية التى تطلب اختبارات معينة قد اقترب..وهو لا يملك ربع المبلغ او شئ يبيعه ليدبر لولده تكاليف السفر والاقامة ولولا هذا الظرف ما كان تفكيره يقوده لطلب سلفة من صديقه الذى طالما اقترض منه النقود بل والملابس احيانا ليحضر بها المناسبات الخاصة.كان يمشى وهو يكاد ان يتكلم مع نفسه مش مقول محسن يدينى وعد انه حايسلفنى الفلوي وبعدين يخلى بيا ده انا ياما سلفته .عموما الغايب حجته معاه يا دسوقى.ده حتى اولاده لما سالتهم عنه انكرو وجوده فى بيته معقولة يكون بيقول كلام فض مجالس.لكن ده ماكد على .الغايب حجته معاه. ويمكن فى تاخيره ده رحمة من ربنا.
نصيبك بقى يا ابراهيم يا ابنى اعمل لك ايه؟ لكنى وعدتك يامسهل ..كل اللى اعرفهم حالهم على ادهم .يعنى كان لاز يخلو الاختبار فى اخر الدنيا .هيه.اخرج الرجل زفره حارة تنبئ عما يجيش فى صدره من الم القهر وقلة الحيلة.وصمم الا يعود الا ومعه المبلغ الذى يكفى ولده الشاب حتى يستطيع دخول الكلية التى يريد.
رجع الاستاذ دسوقى مرة اخرى الى المقهى الذى تعود الجلوس فيه منذ سنوات الشباب الاولى وسمع عامل المقهى سيد غراب وهو يصيح قائلا ايوة جاى حاضر .وعندك واحد شاى سكر برة عند الاستاذ دسوقى…وما ان اقترب سيد غراب من دسوقى حتى قال دون ان يساله احد محدش سال عليك النهاردة يا استاذ دسوقى انما ايه الحكاية ؟ لو معزور فى حاجة رقبتى سدادة يا استاذ.. .قال الاستاذ دسوقى شايلك للعازة يا ابو الجدعنة احنا عشرة عمر…ايوة جاى حاضر وعندك شيشة عجمى واللية نضيفة ومبسم الاستاذ سعد…يا استاذ دسوقى الاستاذ محسن وصل..احس دسوقى كائنه كان غريق وانتشله احد له قوة جبارة من مياة غرقه.نهض واقفا ومرحبا بصديقه محسن الذى قال خير يا دسوقى يا اخويا ؟ نظر اليه دسوقى مندهشا وقال انت نسيت موضوع الفلوس اللى وعدتنى بيها علشان سفر الولد رد محسن يا دسوقى يا اخويا ماتعودش نفسك على السلف علشان الاولاد …قالد سوقى وهو لايصدق اذنيه لكنك وعدتى رد عليه محسن لكن الفلوس اللى معايا حطيتها فى موضوع كدة حبقى اقولك عليه .نهض دسوقى من مكانه ومن شده غيظه اطاح بالصينية التى عليها كوب الشاى وكوب الماء البارد وتناثرت اجزاء الاكواب اسفل كراسى المقهى ..فاتى سيد غراب مسرعا ومعه كوب ماء بارد وقال اشرب يا استاذ دسوقى واهدا انا سمعت كل تالحوار وقلت لك الجيب واحد اسمع تالى معايا وانا حاديك الف جنيه من مهر البت نعيمة بتى وابراهيم ابنك حيسافر ويجى بالسلامة.وخرج السيد غراب هو والاستاذ دسوقى.وكان سيدج غراب يقول باعلى صوته ايوة جاى حاضر وعندك واحد قهوة سادة عند الاستاذ محسن افندى