رمش الوقت ضيق جداً بين جفون العمر و خد الحكاية
و انا المسافر في كحل المسافات كلما ضاق أزيز التعب خلف باب الذاكرة
مهاجر انا في اقبية الاحجية الطاعنة في الركود
معتقة الغموض في ذوقها جراحات الدائرة …
انا ذاهب الي بلا موعد يمسح عني الأتربة و بقايا خدش عالق بالصدر
او يسألني عن ثمة بطاقة تحمل اسمي بلا تشطيب
و وحيد جداً وسط الرفاق احمل كل هذا العناق
اعتز بانتمائي اللامحدود بحدود الفراغ و الاحتياج كلون الماء فوق الزجاج
انتشر فيً لأفهم ضجيج النخيل الصامت في الصحراء …
هكذا أدندن جنون الوجود على مسامعي لاسكر قليلا فوق قولي
اركبه نحو المجهول بقليلي …فلا املك ناصية الغياب …
وحيد انا بأرض الغزلان المخيرة في ركضها بين الخلاء و العراء
أصوب رمحي اتجاه قلبي و فكرة النجاة تغرق جسدي في الوحل حد الياس
و ارى الغزالة بعيدة هناك تحمل عروش النهايات فوق خريف الشجر
تركض حزينة الى الوراء و تلوح في خجل
تقول تشبهني في عريي كغريب… يبحث عن ريح وطن …
هي رماح التعب ايها الغريب من تجلجل صوت النخيل
يصهل كالوشم على الخد كلما اشتد الحر
و يكبر حائرا كالمسافات كلما اشتد الخوف
هي خيبات السفر للروح و الروح في حكايات الوطن متعبة الزاد و الوتر
توصل ماء الوجع لحكايات الملح و لا يصل
تربك أوتار الموال الضارب في السكون فلا يصل
تمشي الهوينا تكتب جدارا لا مرئيا يفضح اخر السطور و لا يفهم…
ضاعت بالصحراء الزِّيمة الهاربة من صهد القبيلة و نصف دائرة
احدودب الضرع المثقل بخيبات الشرب من أودية الخيال
مات العشق يا وطني بين المسير فيك سائحا او ضائعا او متلبسا بلقمة حضور
و بين المسير معك هواء او ظلا او خادما متلبسا بفرحة استئناس
اين أجدك ايها الميت باوصالي حد اليتم و الوجع؟
اين اهزمك في دمي حد النصر بفجيعة اللقاء؟
اين اكتبك بالعربي الفصيح تميمة على صدري بعيدا عن كل نواح؟
اينك انت ايها الهارب مني خلف لعنة المستحيل و الغياب ؟
تسممنا جميعا بفطيرة مزدوجة الدهان فوق صفيح الصحون الباردة
وجه بالسمن الرومي يأكل من وجهتنا باتجاه انفسنا فمرة اخرى لا نصل
و وجه بالعسل الاسود غش اللقمة بين الأنامل فمتنا مرة اخرى و لم نصل
آه ايها الرب في عليائك متى ينحت الدرب كما يشاء قدري و ولعي ؟
متى أحظى كأطفال المواسم بقبعات الخيش لجني فواكه الصيف و الظل ؟
متى اسمع الطير قصائد الغزل و اخبر القبيلة ان قيسا وطني ؟
متى أضع حلمي هذا علنا امام العلن و اقول للعلن علنا امام حملي :
هذا انا و انا وطني !!!