كنتُ سأكتبُ لكِ قصيدة
من هذه القصائدِ التي يكتبها الشعراءُ في حبيباتِهم
وأوصي الشبحَ الذي سيقفُ تحت نافذتِك باكياً
بالتوقفِ عن هذه العادةِ الرديئة
وبتسلقِ النافذة
لا جدوى أقول له من البكاء
ولا من الغناءِ تحت نافذةِ الحبيبة
ثمة جدوى ربما من الغناءِ لها
قد يكون الصوتُ مشروخاً بشريانٍ دموي
أو بالقليلِ من الشِّرِ اللازم
لإعطاءِ الحبِّ صفةَ مقاتلٍ لا يتراجع
أمام نافذةٍ مغلقة
وقد تكون الشجرةُ القريبةُ من النافذة
آخرُ ما يمكنك صعوده
لمشاهدةِ الحبيبةِ كسمكة
في حوض زئبق
يأكلها الأرقُ وتحت وسادتِها كتابٌ
من الكتبِ التي تصفُ أدويةً شعبيةَ الصنع
لعلاجِ القبلاتِ الفاترة
ولإخراج الحبِّ في نزهاتٍ لا تبعد أكثر من خفقتي جناح
عن نافذةٍ مغلقة
ولأنني ذهبتُ بعيداً
عن حكايةٍ لا يُؤنسُ بها في ليالي العشَّاق
فسوف أعود الآن مُسرعاً
وبيدي مقلاع
لأطلقَ قلبي صلباً وحارقاً
على نافذةِ الحبيبة
وسأترك القصيدةَ للشبح
يمسكها بيدٍ مرتجفة
أو يلصقها على جبهته إعلاناً
لبيعِ شبحٍ طالما أطلقه الشعراء
ليعملَ نمَّاماً في قصائدِهم
… عن كلِّ حبيبة