أمجد ناصر يكتب علي الفيس ….حلب وحيدة وبعيدة

إن كنت في حلب الآن فأنت من المنكوبين. فلن تفكِّر في أيّ شيء سوى النجاة بنفسك. بأطفالك. بمن هو متعلّقون بعنقك. فالطائرات الروسية التي كان السوريون ينتظرون أن تغير نحو الجنوب الغربي لم تصل الى هناك مذ وضعت حرب تشرين الأول (اكتوبر) 1973 أوزارها (..وهي كثيرة). وها هي للمفارقة، التي لم تعد تدعو لدهشة أحد، أو استنكاره، لا تكفًّ شرورها عن سماء هذه المدينة – الحاضرة. إن كنت في حلب فأنت، لا شك، في ملجأ، أو في طريق لجوء الجموع إلى الحدود التركية. لا أحد يذهب إلى حلب الآن. هناك، فقط، مغادرون تحت سقف من الطائرات الروسية، أو باحثون عن مخبأ يلوذون فيه برؤوسهم في البرّ السوريِّ العاري. حلب، وحيدة، وبعيدة. فوق رأسها قمر أسود، والموت يترصّد قاصدها، من كل جهة. أتقمّص لوركا في وصف قرطبة. أرى نفسي في البرِّ السوريِّ العاري. لكن لا فرس لدي لأعلق في سرجها صُّرَّة زيتون. ولن أصل إلى حلب التي يترصَّد الموت قاصدها من كل جهة. حلب وحيدة وبعيدة، والدخان يتصاعد من جوانبها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.