في ظلِ قاسيون.. قصيدة للشاعر: مصطفى الحلو

 

تَربَعتْ على عرينِ المجدِ عاشقةً
في ليلةِ العشقِ حيثُ الوصلُ يهوانا

قبلّتها هوناً حين أنحنتْ خجلاً
ومبسمُ الطيبِ ماملكتهُ يُمنّانا

أسميتُها الشام …ليلٌ حين يرتعدُ
لّقبل الثرى وأسلم للحبِ إيمانا

لاتخجلي يابنةَ العمِ والهوى شرقي
هل بين المِحبينَ إفصاحٌ وتبيانا؟؟

سلَّ مَنْ شئتِ عن لحني وعن قلمي
إني أسطر فيكِ لحن ذكرانا

لاتذرفي الدمع يابضع عاشقةٍ
فالدمعُ سيلٌ ونار ُ الشوقِ بركانا

وطفلتي الشرقية حين تنزوي خجلاً
تُزهر رياضَ نرجسٍ ورياض ريحانَ

لاتنثري الوردَ إنَّ العطر شيمتكِ
فالورد مذبوحٌ وحقل العينِ ظمآنا

والشام تبكي على مأساتها أسفاً
ودمعُ بردى قد بكى فيها وأشجانا

عامٌ على عامٍ والشوقُ مأسورٌ
ووجده الدامي ألهبت ناراً بمنفانَ

أأكتبُ فيكِ مالم يُصغ أبداً
تبقى الشآم عروس المجد عنوانَ

لاتهجروها فإن الهجر يوجعها
والهجر في شيّم العشاقِ نُكرانَ

والشام مانكرت من جائها طلباً
انتِ الوسام وصدر المجد برهانا

حيثُ النبيُّ المجتبى حين باركها
قد باركَ الله أرض الشام أزمانا

بنيننا في ربوعها مآذن وأديرةٍ
ورفعنا فيها لاهلِ الدينِ عُمدانا

حيثُ التسامحُ باقٍ في سريرتها
كانت ولا زالت للوصلِ تسعانا

على ضفاف بردى ألقت ظفائرها
ففاض من دمعها للحب ألحانا

أين العروبة تاهت في مرابعها
والشام كانت للعرب نجم نيسانَ

تطربين من شئت بألحانٍ يُرددها
تبقين أنتِ عروس العزَّ مأوانا

أنتِ وإن مالَ الزمان بكِ
عينُ الزمان من فعلته خجلانا

تكالبت عليكِ من شئت ياحلمي
راسخة كعهدك والوعد فيك ملقانا

لاتعجبي من نارهم إن طالت ظفائرك
مطهرة أنتِ كالعذراء أحيانا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.