عندما يكون الشعب هو قبضة الوطن قبل الجيش و قبل الشرطة

تصدي المواطنون في مدينة طنطا بمحافظة الغربية لعدد ستة ملثمين أشهروا أسلحتهم النارية في محاولة لإقتحام أحد مكاتب البريد لسرقته و طاردوهم للإمساك بهم إلا أنهم إستقلوا سيارة و أسرعوا بالفرار قبل اللحاق بهم …….
—–
هذا حدث نادر لا يجب أن يمر عابراً أمام أجهزة الإعلام بكافة أشكالها مكتوبة أو مرئية أو مسموعة ……. ليس الحدث في محاولة الإقتحام ……. إنما الحدث هو ذلك التغير الذي حدث في فكر رجل الشارع المصري ……. قد تحول من منهج الخوف و الإبتعاد عن المواجهة لضمان السلامة إلي فكر الشجاعة و التصدي ……. حدث له قراءات إجتماعية في منتهي الخطورة …….
—–
قد آمن أخيراً الشعب بأهمية مشاركته في الدفاع عن وطنه ……. و وطنه في هذه الحالة تمثل في مكتب بريد في إحدي الأماكن النائية البعيدة عن عمران العاصمة الكبري …….
—–
كيف أقدم مواطنون عُزل ليس في أيديهم سلاح إلي المواجهة مع مجرمين بأيديهم سلاح و رصاص يمكن أن يودي بحياة أي فرد منهم في لحظة واحدة ……. كيف لم يكتفوا بمنعهم من إقتحام منشأة خدمية عامة ……. بل طاردوهم و جروا خلفهم في الشوارع للإمساك بهم و القبض عليهم …….
—–
كيف تكاتفت ــ فجأة ــ مجموعة من المواطنين لا يعرفون بعضهم البعض و إجتمعوا علي فكر واحد و هدف واحد دون سابق معرفة أو ترتيب أو تعاون …….
—–
تصدي و مواجهة ……. ثم تكاتف و تعاون ……. ثم مطاردة ……. فكر أمني وطني رفيع المستوي ……. و خطة أمنية تم تنفيذها دون سابق إعداد ……. من مواطنين عاديين لا يملكون ما يدافعون به عن أنفسهم أمام سلاح مشهر في وجوههم …….
—-
تراها حادثة عادية ……. لكني أراها مصــــــــر التي تولد من جديد ……. أخيراً آمن الشعب بدوره في الدفاع عن وطنه ……. لم يكتفي بالوقوف و الفرجة ……. بل شارك و طارد …….
—–
أين الإعلام من قصة يجب تغطيتها فوراً ……. و زيارة مكان الحادث و اللقاء مع أبطال القصة من أولئك المواطنين الشجعان ……. و تقديمهم إلي ملايين الشعب عبر شاشات التليفزيون …….
—–
عندما يكون الشعب هو قبضة الوطن قبل الجيش و قبل الشرطة ……. قصة و حدث من مدينة طنطا بمحافظة الغربية …….. يجب أن تعرفها مصـــــــر كلها …….. اليوم قبل الغد …….. نحن أمام تحول جذري في فكر الشعب لا يجب تجاهله بل يجب التركيز عليه و الإشادة به …….. إحتفاءً إعلامياً و تكريماً رسمياً …….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.