ماهر فرغلي يكتب علي الفيس ….جزء من مصر.. تبكي حينما تمشي على ترابه بعض الخطوات

الست دى، من مدينة ملوى، من منطقة يطلق عليها الأهالى (الحرافيش)، وهي منطقة يسكن فيها ما لا يقل عن 30 ألف نسمة، فقراء معدمون، يعيشون في عشش، لا يجدون قوت يومهم، وتقريباً لن تجد في مصر منطقة ولا ناس أفقر منهم، ودا ابنها، فاقد لعقله، لما كلمته قال لى أنا أعمل نجار، وهو لا يعمل طبعاً، فهو يجمع أى خشب من الزبالة، ويضعه في أكياس، ويتصور أنه هكذا أصبح نجارًا، ربنا سبحانه وتعالى أمد فى عمر هذه الست، حتى تطعم ابنها، لأنها لو ماتت، لن يجد من يرعاه مطلقاً، دى حالة واحدة من حوالى 10 حالات في شارع واحد شفتهم، الناس كانت بتصرخ وتقول (عاوزين نأكل.. إحنا جعانين)، لا حكومة، ولا إعلام، ولا صحافة، ولا نواب برلمان، ولا مراسلى الصحف، يذهبون إلى هناك، ولا حتى جمعيات خيرية، ولا قنوات فضائية، تعرفهم، إلا ما رحم ربى، من أموال بعض المحسنين التي لا تكفي للإنفاق على 1 بالمائة من سكان هذه المنطقة.. هذا جزء من مصر.. تبكي حينما تمشي على ترابه بعض الخطوات، وفى صفحتى هنا أسجل المناشدة للجميع للتحرك، وأشكر صديقي علاء أبو الدهب الذى يبذل مجهوداً خرافياً لجمع إعانات لهؤلاء المحتاجين، الذين إن رأيتهم ستعرف قيمة ما أنعم الله به عليك، وستعرف أنه لا حكومة، ولا جمعيات خيرية حقيقية، ولا إعلام، وللعلم هو عامل لكل أسرة راتب 30 جنيهًا في الشهر، يعنى جنيه واحد فى اليوم، ولما سألته (ازاى يعيشوا بجنيه فى اليوم؟!!)، قال لى دى إمكانياتنا اللى نقدر نساعد بها، وأنا فى الحقيقة لا أعرف أين المحافظ؟ وهل يسمع عن هؤلاء؟ أم فقط يعرف البيضة المقدسة؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.