كتاب وشعراء

استسلامٌ……بقلم ساميه خليفه

كمْ وددتُ أنْ أومئَ للغيمةِ كيْ تتوقَّفَ فخانتْني قوايَ أنا المفتونةُ بسحرِ الطَّبيعةِ أفتقدُ هبوبَ النَّسماتِ في حقولِ الرَّجاءِ ! كيف للدَّهشةِ أن لا تعقدَ لسانَها ؟! كيف لها أن لا تعقلَ جموحَ فرسٍ أصابتْها غيرةٌ عمياءُ رغمَ أنَّها وُلدتْ بلا عينين، الغيرةُ عمياءُ البصيرةِ لا البصر ،والجموحُ القاهرُ يعلنُ جنونَها رسميًّا أمامَ عناصرِ الطَّبيعةِ الكئيبةِ الموشَّحة بالأسودِ حدادًا على عقلٍ مسَّه الجنونُ بعدما تصفَّحَ كتابَ تلكَ الغيرةِ واعتلى المروج ليرى صفاءَ السَّماءِ مهيمِنا لِتتفجَّرَ فيهِ الغيرةُ براكينَ.حينَ يظهرُ العقمُ في احتراقٍ تلهبُه ألسنةُ النّارِ، العشبُ الطَّريُّ الأخضرُ يصبحُ رمادًا ،البقاعُ التي أمستْ سوداءَ هل ستوقِفُ إبليس عن التدنيس ؟ هذا ما تراءى لي وأنا أقلِّبُ صفحاتِ المواجع في غيرةٍ اشتعالُها جهنَّميٌّ لا ينطفئُ، الصَّوتُ الآتي من وراءِ الحُجبِ لا بدَّ وأن يستمسِكَ بعروةِ اليقينِ لا بدَّ وأنْ يملأ السُّكونَ الرّابضَ فوقَ الجبلِ المبتورةُ قمَّتُه متحوِّلًا إلى هضبةٍ فاقدًا عظمةَ الشُّموخِ لا بدَّ وأنْ يكبحَ يومًا عصْفَ الغيرةِ الهوجاءِ وأنْ يستسلمَ لمصيره الأرعنِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى