إنه مما يدع إلى الزلزلة داخل النفوس اللوامة بل وقد تصل إلى المطمئنة فى صورة توجس خيفة على ضياع الأمة أن يكون هذا حال الجميع أو كاد يكون ؛
“غاش ومغشوش فى زمان الفنكوش”!
وإننى لأزعم بل أعتقد أن عدم الفهم والقدرة على الإستيعاب لحال ترنح بل انبطاح الأمة ومتطلبات وآليات إصلاحها وأعمدة وركائز استقامتها وصمودها ليس فقط مشكلة الأصوليين المتعنتين المتشددين بل هو أيضا مشكلة المعتدلين بزعم فيهم لدرجة ما،
وكذا المثقفين #النخبة بقولهم على أنفسهم وتوصيفهم لحال غيرهم ومن يخالفهم ، وذلك للأسف بكل الأمم وبخاصة لدينا نحن العرب المسلمون ، وبالأخص لدينا كمصريين؟
وذلك بسبب جهلهم أو تجاهلهم لحقيقة ثابتة ومؤكدة يدركونها قبل غيرهم ، ولكنها قد تفقدهم عروش التعالى والكبر ، وتحط من قدر أنانيتهم ، وتزلزل عروش تمسكهم بفهمهم العقلى القاصر ،،
وهى أن الله تعالى هو الخالق وهو من علم آدم الأسماء كلها ، وشرع له ولذريته من بعده ما يستقيم به كل فهم طبقا للفطرة السليمة التى فطر الناس عليها وهى الإسلام ومنها وبها بنيت كل حضارة على الأرض منذ وطئت أقدام آدم وحواء الأرض ، وتفرع من نسلهم الأمم والحضارات التى تشربت وتغذت على الشرائع والملل والرسالات التى لم تخلوا أمة منها ،،
وكلها بعض من فيض علم الله الذى علمه لآدم وهو الإسلام الذى هو دين الفطرة ودين الله فى الأرض منذ خلق آدم وحتى يرث الله الأرض ومن عليها ،، والمقبول شريعة ومنهاجا تعتدل به الأمم ويستقيم بهديه الإنسان جسدا وعقلا ليكون قادرا على حمل الأمانةالتى حملها وهو ظلوما جهولا!!!!!!!
فاستمسك الأصوليين بالنص تعظيما بل تأليها ظنا منهم أنهم على الصواب وخوفا من التيه والضلال ، وتناسوا دعوة الله إلى إعمال العقل والتفكر والعظة والعبرة بسنن السابقين وقصصهم التى قصها فى كتابه الحكيم وكذلك دعوته للعمل والتعلم وابتغاء الحكمة أنى”متى وكيف” كانت والرقى والحضارة ،
والمعتدلين بزعم فيهم آثروا إجتهادهم وقدموه على ماعداه ،
وعلى الجانب الآخر استعظم المثقفون والمفكرون بالعقل تعظيما وتأليهل على حساب النص وغفلوا عن انضباط الوسيلة من أجل الغاية السامية ؟
فكان التباين والإختلاف المؤدى إلى هذا الصراع الذى نشهده والذى جعلنا نعلق بين خيارين كلاهما مر ويضر !
ليس فقط بالعقيدة والإيمان بل أيضا بالإنسان عقلا وعلما واتزانا ،، ويضر بالأوطان رجعية وتخلفا بل بهيمية وسادية لتكون غابة البقاء فيها للأقوى ،، ولا يسمع فيها إلا لصاحب الصوت العالى ولو كان يدعو إلى باطل ويعيش فى تيه وضلالة ،،
ولهذا كان ديننا وأمتنا وسطا بين بين ،، وكانت العظمة والعظة والعبرة والمشكلة والحل هى إلتزام هذه الوسطية بين تحجر الأصوليين وتمسكهم بالنص ،، واستعظام المثقفون والمفكرون بالعقل ،، أو حتى أثرة المعتدلين وتقديمهم لإجتهادهم على ماعاداه ،،
بل يقدم الصالح العام الذى حيث نجده نجد شرع الله الذى يخدم الغاية التى من أجلها خلق الإنسان ليكون خليفة لله فى أرضه ، ويطيع الله ويعبده وفق منهجه وشريعته بشورى ملزمة للحكم ، فيتحقق حمل الأمانة ،، ويزع سلطان الحكم مالا يزعه القرآن فى قلوب من يسيئون الأدب أصحاب النفوس الأمارة بالسوء حال أمنهم العقاب العاجل والرادع فى الدنيا ،، قبل عذاب الله وعقابه فى الآخرة الذى قد يغر البعض الله إمهاله لهم به فى الدنيا،
وواجب أن لانتناسى ونغفل جميعا أن شريعة الله عقلا ونقلا تضمن السلامة والقوامة وترقى بالأمم لتسعد بصدقها وعدلها ونزاهتها فى الدنيا والآخرة.!؟