هي ذي تنبثق كنوشة… يا للحلم النقي
يالغناء فيروز!
يا لها من حبة عنب شقراء في الصباح!
يا لها من حبة فستق حلبي، خلف جديلة الكرز البري الاحمر!
عمَّ الصمت الارجاء. رغم ذاك، حتى هذا الصمت
يبثق بسمة ناعمة صغيرة، نظرة وتشوق.
كنوشة تهيم الحقول والعصافير، تُفيق القمحات سنابلها
من ضؤ نافذتها المبهجة تطير
فتحلق، إذ تزغرد هكذا مع العصافير لشجرة البيت
لا عن هزيمة تغني
ولا عن رحيل.
بل لكي نغني، او نصغي باهتمام.
فالشمعة يداهمنا انطفاءها.. وبرد المساء يقترب
الصمت بدا يقينا لقلبها. حيث هناك
لم يكن للشباك غير تلويحة توديع العصافير
حيث عشها البائس
ناسية ملاذ غناء الشمس القادم
وتلحين غناء جديد، مع ذلك
فحتى شجرة البيت في هذا السكوت المحرر
تصغي الوضاءة والبرد معا
في غير ملاذ الغناء.
حلم عار لكي نصغي، يخرج
بل يهرب اكثر. لذئاب التشوق عتمة، يعوي
صوب خواء الالوان يرتعش بلمسها كلها
أشتهيت انت منها معاني، من وسط اللوحة تراها.
تكاد (كنوشة) لم تغادر سرير طفولتها،
انها تستحم دفئا، تهيم فيها الحقول غناء.