برقيّة من هُدهُد
——————-
سَعيدٌ بهذا النَّبأ؛
أَنا بِنصفِ رأس !
أَنقَذَتني الشّائِعات بأَنَّني قَد مُت..
كُنتُ أَحمِل بِيَدي كَفني دَسَستُ فيه كُلّ أَحزاني !
كَفنٌ أَسود اللَّون، و بَشرتي زَرقاءْ،
لَقد مَضت عدّة عقودٍ على فِراقي لِلْحياة..
في البَحر مُنزَوٍ داخل عُنقِ زُجاجة !
أَجل رسالة !..
إِقتَرفَني القدر لأَكونَ إِنساناً بِعدّةِ هَيئات..
كُتِبتُ لأَصِل لقُبطانٍ وحيد، حَلمت بِهِ كاتِبة شَرقية !
تُطيعُ النوارس حَمل مكاتيبِها عَلى جناح الرّيح،
رَيثَما تَنعق يَخطفُها الطّير الحُر ليَضَعها في قاروراتِ خَمر.
عندَما أَثمل أَقرأ ما في جُعبَتي بصوتٍ شَجيّ،
فتَتَجمّع الدّلافين، و ترقُص باكِيةً الشّعابُ المَرجانِيّة،
قَناديلُ البَحر تَنفُث سُمّها لِتوقِظَ الحوت الأَزرق !
يَتَغنَّى، يَسمَعُه الكون أَجمع..
صريرٌ مُترجم يُعانِقُ مسمع القُبطان !
بشتَّى الاِتّجاهات.. لتذرف عَيناهُ دموع الفَقد..
لَقد وصَلت فحوى الرِّسالَة بحَذافيرها.
( ١٨ / أيلول / ٢٠٢٠ )
أحمد نجم الدين – العراق
——————————