واريتُ طيفكَ واقتفيتُ سرابا .. فيهِ اختلجتَ وما رحلتَ وغابا
وسطَعتَ نوراً واحتجبتَ لغايتي .. حسبي عليَّ إذِ ارتأيتُكَ بابا
وخرجتَ من رحمِ الفراغِ معفّراً .. بترابِ قبريَ وانقلبتَ رُضابا
وأَتيتُ يدفعُني الغَليلُ لرشفةٍ .. ورَميتَ نفسكَ في الزحامِ شهابا
ففقدتُ نفسيَ وامتطيتُ محبّتي .. وبحثتُ عنكَ وما سمعتُ جوابا
ومضيتُ أُكمِلُ والضياعُ يجرُّني .. والكونُ يكبرُ في مداكَ خرابا
ورأيتُ أنكَ جئتَ تحملُ تائهاً .. بحراً تمرّدَ فاستويتُ هضابا
وبلعتَ ريقكَ فاختنقتُ بعَبرَتي .. فالبحرُ أَبحرَ والهضابُ ضبابا
صارت فصرتُ كظلِّ طفلٍ ضائعٍ .. ورحلتَ شمساً حين عدتَ عُبابا
فرميتُ صحراءَ الشعورِ فأينعتْ .. أثمارُ عشقيَ فانقلبتَ حِرابا
وقطفتَ قلبيَ وارتديتَ تمائمي .. وسَكرتَ وَجْداً واستحلتَ ثيابا
فلبِستُ كُلّكَ فانتشرتَ بداخلي .. وسريتَ فيّ فصرتُ أنتَ مُذابا