أيَا مَنْ جئتَ بالشّوقِ المُذابِ
و عطرِ الزّهرِ مِنْ تلكَ الرّوابي
ترفّقْ بالقلوبِ إذا تخطّتْ
صبابتُها سُلافاتِ الخوابي
فكرمُ الشّوقِ نعصرُهُ نبيذاً
نعتّقُ خمرَهُ وقتَ الغيابِ
و خمرُ العشقِ يسكرُ إذْ يشيخُ
و يفتكُ بالنُّهى قبلَ الشّرابِ
دعِ الأيامَ تصرفُ في هواها
فخيطُ الصّبرِ حِيكَ منَ العذابِ
وُجِدْنا في الطّبيعةِ تائهينَ
و فوق دروبِها و بلا حسابِ
و حُلمُ العاشقينَ إذا يُنادي
يذيبُ صهيلُهُ شبحَ السّرابِ
يُحلِّقُ و الصّدى يغزو رُباهُ
و رجعُ الصّوتِ يومئُ بالإيابِ
على صهواتِ أحلامٍ تداعتْ
لتفتحَ كلَّ نافذةٍ وبابِ.