متاهاتُ المعاني …….. شعر // عبدالرزاق الأشقر
((…متاهاتُ المعاني …))
على ظمأٍ كأنِّي في السّرابِ
و ماءُ الوهمِ يأسنُ في الجوابي
تحدثني عنِ المعنى قوافٍ
لهُ وقعُ الأسنّةِ و الحرابِ
و تغزو فكرتي الأحلامُ ليلاً
ليصبحَ لونُها لونَ الغرابِ
إلامَ الحسنُ يفتكُ بالحشايا
و يروى منْ دماءٍ كالشَّرابِ
تدجّجَ بالوسامةِ حينَ ألقى
حجابَ السّترِ عنْ فيضِ التّصابي
و أسلمَ للغوايةِ طرفَ عينٍ
على أهدابِها سهمُ الشّبابِ
فأذعنتِ الجوارحُ، و استظلّتْ
بأفياءٍ، و لكنْ منْ ضبابِ
ضبابٌ في جهاتِ الأرضِ يعلو
لتنخفضَ القبابُ إلى التّرابِ
و أصداءٌ منَ الأنحاءِ عمّتْ
جهاتِ الأرضِ حتّى للسّحابِ
و لكنَّ السحابَ نأى بعيداً
و أمطرَ ما يريدُ منْ الصّوابِ
كأنَّ الأمنياتِ بغيرِ ساقٍ
و تعدو، ثمَّ تعدو باضطرابِ
و أعلمُ أنّها مهما تناءتْ
ستأتي بالفراغِ و بالغيابِ
و تمضغُ فكرةً، و تلوكُ أخرى
و تشكو منْ معاقرةِ الخرابِ
و تأتي بالحقائقِ عارياتٍ
و تخلعُ ما تبقّى منْ ثيابِ
إذا ما الليلُ أهداها ظلاماً
تشعُّ بنورِها رغمَ الحجابِ
و تروي الحلمَ منْ ماءٍ ليبقى
على قيدِ التّلذّذِ بالعذابِ
عَبْدُالرَّزَّاقِ الْأَشْقَرُ