ـ 1 ـ
أنا في الحُبِّ ملحمةٌ كـعـرشٍ فـوقَ سطح المـاءْ
ولي في الحُـزنِ مـرثـيـةٌ تحـوَّلَ دمْـعُـها لـغـنـاءْ
أنـا بالأرضِ إلـغـازٌ كـحيٍّ جسْمُـهُ أشـلاءْ
ـ 2 ـ
مـدينـتُـنا التي كانـتْ كـرقـصةِ عـاشقٍ بمـنـامْ
وفرحـتُـنا التي غـنَّتْ بأعـذبِ لـهجـةٍ وكـلامْ
تـبـدَّلَ كُـلُّ ذاكَ سُدَىً لنحصُـدَ غَـلَّـةَ الأوهـامْ
ـ 3 ـ
مسيـرتـُنا التي كانت كزهْـرٍ في الصَّباحِ يـضُوعْ
وركعتُـنا التي سبحَتْ بفيْضٍ من بحارِ خشُوعْ
يـغيبُ طعامُ ضحكـتنا وآمـالُ المخاضِ تجُــوعْ
ـ 4 ـ
لمـاذا تـُولـدُ الأحـلامُ منْ قـبـلِ الوصُولِ تمُـوتْ
وصوتُ الـدهشـةِ الأُولى يـُعانـقُـهُ هُنـاكَ سكُـوتْ
وأُصبحُ صرخـةَ الأحـرار في سجنٍ ببطنِ الحُـوتْ ؟
ـ 5 ـ
أنـا المصلُوبُ فـوقَ الجِـذْعِ يـسـألُ : من هُنا خذلُوكْ ؟
فـقُـلتُ يجُيبُ هـذا الصَّمتُ عنْ نـهـر الدَّمِ المسْـفُـوكْ
ويخُـبــرُ أنـنـي مَـيْـتٌ ومِـنْ شَـبـحي تـفِــرُّ مُـلُـوكْ
ـ 6 ـ
عـلامَ نـنـدُبُ الأيـَّامَ نـلـعـنُ حـظَّـنـا المغـلُـوبْ ؟
تعالي يـا ابنـةَ الـنِّسيـانِ نحـوَ متـاهـةٍ سنذوب ؟
خُـلاصةُ صنعةِ الـتـأويلِ أنَّ مصيـرنـا مكـتُـوبْ
ـ 7 ـ
أنـا الليـلُ الـذي عـرفُـوهُ قُـربـانـًا لضـوءِ صباحْ
إزارُ الـعُـمْـرِ لي وحـدي قُماشتُـهُ خـيُـوطُ جـراحْ
هـمُـومُ الـكـونِ سيِّـدةٌ على كـتـفي أنـا تـرتـاحْ
ـ 8 ـ
أنـا والأرضُ والأحـزانُ والمـعـنى الكبـيـرُ إلـهْ
ولـي حــرفٌ يـُرافِـقُـني كـظـلٍّ راحـلٍ ومــداهْ
ولـولا الـشِّعـرُ والإلـهـامُ ما وُجِـدَتْ هُنـاكَ حيـاةْ
ـ 9 ـ
ملامحُـنـا عـقيبَ المـوتِ بالـقـرطاسِ سـوفَ تـعُـودْ
لأنَّ السَّـطـرَ في التحـقيـقِ مـرآةٌ وأصلُ وجُـودْ
أنـا بالمــوتِ مُـنـعـدِمٌ ولـكـنِّـي كـتـابُ خـلُــودْ
ـ 10 ـ
أنـا جـسـدٌ مـنَ الـرُّؤيـا سيُـعـجـزُ صنـعـةَ التشـريحْ
لأنـِّي كُـنـتُ صـوتَ الحـربِ والأصـداءُ دمْـعَ مـسيحْ
وهـبتُ الكـونَ إبـداعـي وذاكـرتي لـصـوتِ الـرِّيحْ