” فرق كبير جدآ بين ( المنطق ) و ( الفلسفة ) ! “
( المنطق )
هو التفكير العقلاني السليم والحكيم
وأداة العقل و( بصيرة ) القلب التي يرى ويدرك ويستنتج به حقيقة الأمور بحكمه ..،
أما ” الفلسفة ” فهي أداة التفكير بالعاطفة والهوى وإتباع ميول النفس ..! والإستنتاج بمزاجية خرافية ..!
تصور الأمور وتحللها وتتفاعل معها بمشاعر .. ونظرة شخصية ..( خيالية ) ..
بعيدة كل البعد عن الحقيقة ..!
وهذه ( الفلسفة ) !
هي التي أهلك إبليس بها نفسه ولعبت بمشاعره ..
وغرته وأغرته ..!
فنظر بها إلى الفرق في ( مادة الخلق ) بينه وبين آدم ع
فكبرت بها نفسه وتعالت بها أحاسيسه ..
فجرأته على معصية الله في ( حضرته ) ..! سبحانه وتعالى
فلو أنه فكر ( بالمنطق ) العقلي السليم الحكيم ..،
كالملائكة الكرام ع ..، التي
” أحتجت ” ..
بعقلانية منطقية حكيمة ..
بعيدا عن هوى
النفس ..كما جاء
في النص المبين
لخاف ” بالمنطق ” ..
( مقام ربه ) .. سبحانه ،
ونهى نفسه عن هواها وميولها ..!
إنما أستمر عقله في التفكير بهذه ” الفلسفة ” !
فكبرت وأغترت نفسه وتعالت ..!
وغرق في أوهامها ورغباتها ..!
فتغلبت وتملكت على
” عقله ” وفطرته ..
فأعمته عن حقيقة الحال المدركة التي هو فيها ..!
لدرجة أنها منعته عن التراجع والتوبة ..
فأصر على موقفه بكامل إرادته وحريته واختياره ..!
( فالفلسفه ) كما يصفها القرآن الكريم
هي إتباع هوى ( النفس ) وأمانيها وميولها ورغباتها وأطماعها .. والهيام بمشاعرها الخرافية ..!
بعيدا عن ( المنطق ) والعقل والحكمة ..!
أما إعجاز القرآن الكريم
( الكتاب المبين )
الذي لا يتكلم لا ( بالفلسفة ) ولا بالشعر
وإنما ( بالمنطق ) الحكيم المستقيم
ففي كل ما جاء به يخاطب مباشرة القلب و العقل المنطقي السليم
( بالمنطق ) الحكيم
المضاد ( للفلسفة ) الخرافية ..!
والأمثلة كثيرة جدا .. منها :
كقوله تعالى :
( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) ..؟!
وهذا سؤال ( فلسفي )..!
( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ’ عَلِيمٌ ) يس- 79
وهذا جوابه ( المنطقي )
وقوله تعالي :
( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ” وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ” ) ..؟!
وهذا سؤال ( فلسفي ) ..!
( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ) 15- فصلت
وهذا جوابه ( المنطقي )
السؤال ( فلسفي ) ..!
والرد ( منطقي )
وهناك نوع آخر ذكره القرآن الكريم
وهو خلط ( الفلسفة ) ..! ( بالمنطق )
كقوله تعالى في ذكره لتدليس فرعون على قومه حين قال :
( وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ
أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُون )
َ51 – الزخرف