أوقات من الخذلان تصيبنا ، تلوي ذراع الكلمات و تقسم ان تبيد الحرف الدافئ في دواخلنا و تتركنا في العراء بلا ملجأ او مأوى نقف غرباء حال و مثبطي عزائم و همة . تقتلنا خيباتنا امام انفس تركت قوة التصدي باتت أسيرة في سجون المواقف كل جميل تركناه خلفنا بإرادتنا . وما نحن فيه ليس الا شرائط من صبر نعقد بها جدائل البقاء كإنسان . اوصلنا حالنا الى خيبات الفقد و الخسائر المتراكمة . صرنا صدى حال في شبح انسان . نقف امام المرآة لنرى من نحن ، نتفاجأ بصمت الدهشة . أننا آخر بعد ان كان ما كان ، غربة الايام كيف تكتبنا خواءا من اجمل ما كان . و تسكننا بغث الحدث ، براء نحن من واقع كانت لنا اليد الطولى في صنعه . ومساكين حين اهلكنا الجدال لم ندرك ان الثمن سيكون لتلك المواقف مؤجلا . و يتمّ التقاضي على دفعات . لن تسقطها الايام منك الا بالفناء . مروّع ان تصحو متأخرا على وجع صنعته يداك لتجد نفسك آخرا غيرته الأيام ولم ينتبه الا على سبيل الصدفة و النظر الى تلك المرآة .
نحن لا نكبر بالاعوام وانما بالمواقف . وشتان بين الامران
جدائل الجوري تسافر على متن أغنية وعطر، و تغرّد جليلة كما عهدها فوق الديار والبساتين الخُضر .. هي ليست دهشة يا سناء بل بهجة ترافق هذا الحضور الجميل …