بايعت قيادات تنظيم داعش الإرهابي في محافظة أبين، القيادي أبو أنس الصنعاني أميراً للتنظيم خلفاً لجلال بلعيدي الذي لقي مصرعه بطائرة أمريكية بدون طيار. وقال مصدر مسئول محلي فى أبين ومصادر أمنية إن قيادات تنظيم داعش الإرهابي من ضمنهم (أبو سالم العدني، وأبو سالم الزنجباري) وبحضور قيادات أجنبية عقدوا اجتماعاً في زنجبار الواقعة تحت سيطرة التنظيم، وبايعوا القيادي أبو أنس الصنعاني، أميراً للتنظيم وحاكماً لولاية أبين.
وأوضحت المصادر أن الصنعاني أدار مواجهات ضد الجيش واللجان الشعبية في مديريتي لودر وجعار لصالح التحالف السعودي، وتولى الإشراف بعد ذلك على مدينة جعار أو كما يطلق عليها التنظيم (ولاية وقار).
إلى ذلك تلقى (توفيق محسن صالح بلعيدي) شقيق جلال بلعيدي التعازي عصر أمس في منزله، رسمياً من محافظ المحافظة الخضر السعيدي، ومدير أمن المحافظة ناصر علي هادي الجبيري، وقائد محور أبين واللواء 15 مشاة عبدالله الإسرائيلي، وجميعهم معينون من قبل الرئيس المستقيل الفار عبدربه منصور هادي. وبحسب المصادر فإن المذكورين أرسلوا وفوداً للمشاركة في العزاء، إلى جانب حضور شخصيات اجتماعية وقبلية معروفة بولائها لهادي وتحالف الاحتلال. الجدير ذكره أن توفيق بلعيدي يعمل مرافقا شخصيا للمحافظ السعيدي الممنوع من دخول المحافظة من قبل التنظيم.
وعلى صعيد متصل انسحب مسلحو داعش أمس من نقاط تفتيش في مدينة زنجبار بعد ساعات من استحداثها عقب مقتل (جلال بلعيدي). وقالت مصادر محلية إن مسلحي داعش انسحبوا أمس من 7 نقاط تفتيش بمدينة زنجبار نتيجة التحليق المستمر لطائرتين أمريكيتين بدون طيار في سماء المدينة.
وكان قد تم دفن بلعيدي أمس الأول في وادي موجان –معقل التنظيم في أبين- وبحضور قيادات بارزة في داعش والقاعدة المعروفين بـ(أنصار الشريعة) بينهم قيادات أجنبية يحملون الجنسيات: السعودية، السورية، الصومالية، التونسية، الجزائرية، الفرنسية من أصول عربية تحت حراسة مشددة في الطريق إلى الوادي والجبال المحيطة به، مانعين البدو الرحل من المرور عبر الوادي.
فيما تم تشييع مرافقي بلعيدي في منطقة (محل) بزنجبار وبحضور عدد من وجهاء ومشايخ المحافظة الموالين للرئيس المستقيل الفار عبدربه منصور هادي إلى جانب مسلحين من التنظيم قادمين من مديريتي (جعار، ولودر).. وبحسب المصادر فإن طائرة أمريكية بدون طيار حلقت أثناء التشييع في سماء المنطقة إلا أن الدفاعات الأرضية (مضاد الطيران) التي كان داعش والقاعدة قد حصلا عليها من تحالف الاحتلال أطلقت النار عليها بكثافة ما أدى إلى مغادرتها. ويعرف جلال بلعيدي بـ(السفّاح) منذ أشرف بنفسه على ذبح 14 جندياً من أبناء محافظة عمران في منطقة الحوطة بمديرية شبام محافظة حضرموت نهاية يناير 2014م بتهمة انتمائهم للمذهب الزيدي، لتكون تلك الجريمة بداية انسلاخه عن تنظيم القاعدة المعروف بـ(أنصار الشريعة) ومبايعته أبو بكر البغدادي أمير ما يسمى تنظيم بلاد الرافدين والشام (داعش).
ومع مصرع أمير القاعدة ناصر الوحيشي (أبو بصير) بطائرة أمريكية بدون طيار في حضرموت منتصف يونيو الماضي، ومبايعة التنظيم لقاسم الريمي خلفاً له، زادت الانشقاقات لصالح بلعيدي الذي تمكن من استقطاب الكثير من كوادر القاعدة إلى صفوفه مبايعين أمير داعش (البغدادي).
وكان بلعيدي انضم بمسلحيه للقتال في صفوف تحالف العدوان السعودي ضد الجيش واللجان الشعبية في محافظات (عدن، أبين، ولحج) بداية العدوان على بلادنا. وظهر بلعيدي في زنجبار –عاصمة محافظة أبين- عقب سيطرة تحالف الاحتلال عليها أغسطس الماضي، وقال من أمام مدرعة حديثة تابعة للتحالف (اليوم حررنا أبين وغداً البيضاء).
وتولى بلعيدي حكم أبين بعد الاتفاق المبرم نهاية أكتوبر الماضي (بين هادي ومليشيات تحالف الاحتلال) المتمثل بانسحاب داعش والقاعدة –جزئياً- من عدن مقابل تسلمهم (لحج وأبين وشبوة).
وكانت قناة الحدث السعودية أقرت في أكتوبر بوجود مفاوضات بين ما أسمتها حكومة الشرعية وتنظيم القاعدة يمثله خالد عبدالنبي وداعش يمثله جلال بلعيدي، وهي المفاوضات التي كشفتها في حينه.
يذكر أن عملية استهداف قيادات ومسلحي القاعدة وداعش بطائرات أمريكية من دون طيار قد أثارت خلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية.
|