هُوَ مِثلُنَا
..
.. قد زرتهُ
لا كالأنيسِ، كَمَا تَعوَّدَ
حِيِنَ تلفِظُني المَدِينةْ
أو كالشواطئ وهي تهفو
لانطفاءاتِ الوصولِ،
إذا استراحَ الماءُ من صَخبِ السفينةْ
لَكِنْ…
لِكَيْ أَرْثِي مَوَاجِعَهُ،
أُوَاسِيهِ،
أشاطرَهُ شجونهْ
ألفيتهُ لا يَستريِحُ لهُ دمٌ
مُذْ فَارَقَتْ عَيْنَاكَ – مُرْغَمَتين –
فِي وجلٍ عُيُونَهْ
وَلَهًا عليكَ..
فمنذ ألف شكايةٍ ينسابُ فيكَ
ومنكَ
أحلاما سجينةْ
هل جاء شطرَكَ حُزنُهُ؟
وأجالَ فيكَ جروحَهُ،
وأراحَ موجًا
كم أراقَ على شفاهِ العاشقينَ
وفي أياديهم سنينهْ ؟!
فمُذْ ارتحلْتَ..
وَمَا تَرَكْت لَهُ دَليلًا، أو مَؤُونةْ،
هُو هائمٌ،
ضلَّت خُطاهُ!
ومنكرٌ من يَعْرِفُونَهْ!
لا رقيةٌ تشفيهِ،
لا حرزٌ ينثُّ بروحهِ الولهى سكينةْ
وَحْدِي..
أحاول أن أُضمِّدَ صبرهُ ،
أَوْ أَنْ أُعِيِنَهْ
جلَّت فجائِعُهُ..
ولا حِضنٌ أرقُّ ليستعينه..
وَحْدِي..
ووخزُ البينِ ثَالِثُنَا،
وأشْعَارِي الحزينةْ
هُوَ مِثْلُنَا،
يَشْتَاقُ أَنْ نَبْكِي مَعًا
فِي حِضْنِ شَاطِئهِ الحَزِيِنِ
وَأَنْ نُبَادِلَهُ حَنِيِنَهْ
هُوَ مِثْلُنَا،
يَقتاتُ مِنْ شَجَرِ التَّصَبُّرِ
ما يخيطُ به ظنونهْ
هو مِثْلُنَا ،
صمتٌ يُكبِّلُهُ،
وآمالٌ تُصَارِعُ أن تَكُونَهْ
وَشَكَاكَ لِي:
هَلْ يَكْبُرُ الأَحْبَابُ عَنْ وَطَنٍ يَحِنُّ لَهُمْ،
وَلَمْ يُهْدُوا إِليهِ سِوى التغرُّبِ،
وَالغَبِينةْ ؟
هَلْ ثَمَّ مِنْ عَـوْدٍ لَهُمْ؟
هَلْ يَذْكُرُونَهْ؟
هَلْ يَا تُرَى يَنسَى،
وَنَهْلَكُ نَحْنُ دُوُنَهْ؟!
.
.
هُوَ عَاشِقٌ مِثْلِي إِذَنْ!!
.
.
النيلُ يَا للنِيلِ ، كَمْ أَهْوَى جُنُونَهْ