حينما تطالعنا الأخبار في كل مرة عن إجتماع عادي أو طارئ لمجلس جامعة الدول العربية ، وتنقل لنا وكالات الأنباء وتلك المحطات التلفزية ترتيبات الإجتماع وإستقبال الوفود المشاركة وموائد الطعام والقاعات والتجهيزات لما يسمونه في كل مرة ( القمة العربية ) ، فإن حجم توقعاتنا لما سيصدر عن هذا القمة من قرارات يفوق كل التكهنات ، ونعتقد في كل مرة أن ” هذه القمة سيتم فيها جلاء الغُمة ” .
وعندما تُفتتح الجلسة الرسمية بعبارة ( نجتمع اليوم وفي هذا الظرف الإستثنائي الحساس الذي تمر به الأمة العربية ) يُخيل إلينا أن إشارة الإستعداد للجيوش العربية قد إتُخدت للتحرك صوب بيت المقدس لتحريره من الصهاينة المغتصبين .!!
وما أن نصل لبيان الختام بعد سلسلة تبادل عبارات الشكر والإمتنان لحسن الضيافة وطيب المقام ، حتي يُعلن قادة العرب تصنيفهم لحزب الله ( الذي لقن اليهود درساً لن ينسوه لعقود ) سوء إختلفنا أو إتفقنا مع سياسة الحزب كونه ” منظمة إرهابية ” .!!
هنيئاً لنا بجامعة لا تحمل من هموم العرب والعروبة إلأ عنوانها ، وتتفنن في إذلالنا بمغازلة القوي العظمي والتودد للإرتماء في أحضانها .