للوهلةِ الأولى
كان لديَّ فرصةً كاملة ﻷضحك
لم أكن أحتاجُ ما يعينني على الضحك
أو ما يساعدني على حلِ اللغز
كان لديَّ غربةً كاملة
وألف فكرةٍ عن وطنٍ جارت علينا فيهِ المرحلة
وإنتصبَ كغصةٍ في منتصفِ الحلق
ربما يستدعي الضحك شئيآ غير الغربة
مثلآ
قد يستدعي إمرأةً وبيت وخلوة كاملة
سرير ونزوة
وفكرة ثانية عن الحياة بمعناها الآدمي
كنا نهدرُ كل يومٍ ليلةً كاملة
نبحث عما يساعدنا على البكاء
لكن الدموع تحتاجُ شيئآ غيرَ الموسيقى الحزينة
أو غيرَ فناجين القهوة والسجائر
ربما تحتاج كثيرآ من الإرادة
أو أي شيئ نرشوها بها
كي تنهمر لمرةٍ واحدة
يتسنى لنا بعدها أن نضحك
ودائماً
كان علينا أن نقولَ شكرآ
على تلكَ البحة العالقة في أصواتنا
وكل تلك السعادة التي نشعر بها
ﻷننا تركنا خلفنا كل شيئ
ورحنا نبحث عنا
شكرآ على موتٍ بلا سكرات
وعلى الوحدةِ التي نأكلها
كي ﻻ نشعر بالجوع أو بالوحدة
شكرآ على كل هذا البذخ
كان علينا دائمآ أن نقول شكرآ
وﻻ نبرر أي سبب الذي دفعنا لهذا
ربما لآن الفرصة تأتي مرةً واحدة
أو لأننا نسينا أسمائنا في سجلاتِ الدولة
أرقامآ صحيحة
مجرد أرقام .