كانتْ لجدتي يدٌ
يمرُ الفراتُ بين تجاعيدِها الكثيرةِ
ويصبُ قريباً عند وريدِها السَطحي
فترتوي النخلاتُ في أحلامِ الأحفادِ السعداءِ
كانتْ لجدتي يدٌ
تمسِّدُ رؤوسَ أيامِها
تمسِّدُ حكاياتِها عند الأرضِ الكورديةِ
والأيامِ البيض
حتى الحكايةِ الأخيرةِ
من ثوبِها الأسودِ
كانتْ لجدتي ذاكرةٌ
تنضجُ عندها أقراصُ الشمسِ الساخنة
والوجوهُ الكثيرةُ للمدنِ
كانتْ لذاكرتِها أرضٌ
تُزرَع فيها الجداتُ الصديقاتُ
و أيامٌ ينسدلُ من أفواهِها حزنٌ قاتمٌ
ثم كان لجدتي إبنٌ
إبنٌ يحدقُ الآن برأسِها المعطوبِ
وتبكي روحُهُ الخضراءُ