قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية الاثنين 14 مارس إن الحكومة ستلتزم بسياسة الهجرة التي تتبعها حاليا رغم تحقيق حزب البديل المناهض للمهاجرين مكاسب قوية في الانتخابات الأخيرة.
ولدى سؤاله عما إذا كانت نتائج الانتخابات في ثلاث ولايات ألمانية والتي تراجع فيها التأييد لحزب المستشارة أنجيلا ميركل ستؤدي لتغيير في سياسة الهجرة التي تتبعها الحكومة حاليا، قال شتيفن زايبرت:” الحكومة الألمانية ستستمر في انتهاج سياستها الخاصة باللاجئين بكل قوة، في الداخل والخارج”.
ويذكر أن الانتخابات البرلمانية في ثلاث ولايات في ألمانيا جرت الأحد 13 مارس حيث صوت الألمان بكثافة لمصلحة حزب “البديل من أجل ألمانيا” المناهض للهجرة، “عقابا” لميركل التي اتبعت سياسة الأبواب المفتوحة للاجئين إلى ألمانيا. وتعد الخسارة في ولايتين من الولايات الثلاث ضربة موجعة لميركل.
وتمثل الخسائر، في ولايتي بادن فورتمبرغ وراينلاند بالاتينات، أسوأ سيناريو للمستشارة الألمانية التي اتخذت قرارا بفتح أبواب ألمانيا أمام أكثر من مليون مهاجر في خطوة رفضها الناخبون. ومن الواضح أن ردة فعل الناخبين الألمان كانت مدوية، خاصة في ولاية ساكسونيا السفلى، بألمانيا الشرقية سابقا، حيث لا يزال حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل أكبر الأحزاب. إلا أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” حل ثانيا وحصد 21.5 في المئة، ليتمكن بالتالي من دخول المجالس النيابية بالولايات الثلاث.
أما في ولاية بادن فورتمبرغ، جنوب غرب ألمانيا، ووفقا لاستطلاعات رأي الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع والتي نشرتها محطة تلفزيون “زي دي إف”، فقد حصل “حزب الخضر” على المركز الأول بنسبة 32.5 في المئة، فيما جاء حزب ميركل ثانيا بنسبة 27.5 في المئة.
جدير بالذكر أن ولاية بادن فورتمبرغ كانت مركزا لتأييد الاتحاد الديمقراطي المسيحي، على مدار أكثر من 50 عاما، قبل أن تتحول لتأييد تحالف بقيادة الخضر والحزب الديمقراطي الاشتراكي، في العام 2011، عقب كارثة فوكوشيما النووية باليابان.
وجاءت النتيجة الأسوأ لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ولاية راينلاند بالاتينات، وهي ولاية المستشار السابق هيلموت كول، حيث خسرت جوليا كلوكنر، التي تسعى لخلافة ميركل، أمام مالو درير مرشحة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ورئيسة وزراء الولاية، وفاز الحزب الإشتراكي الديمقراطي بنسبة 37.5 في المئة مقابل 33 في المئة للاتحاد الديمقراطي المسيحي.
تجدر الإشارة إلى أن الإقبال، في الولايات الثلاث، جاء أعلى بكثير في الانتخابات الحالية مما كان عليه الحال في انتخابات العام 2011، فقد شهدت ولاية بادن فورتمبرغ ارتفاعا بنسبة 5.7 في المئة، أما راينلاند بالاتينات فزادت نسبة الاقتراع فيها بنسبة 9.7 في المئة، فيما سجلت أعلى نسبة ارتفاع في ساكسونيا السفلى بنسبة 11.8 في المئة.