حول «كتاب [ مذكرات عبد السلام أحمد جلود : الملحمة ]» الصادر عن «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» في -479 صفحة- في -10فصول وملحق بالصور- ضمن «سلسلة مذكرات وشهادات»
__________________________________________________
# بن نايل عامر عبدالله القذافي
_________________________
[ مسألة الإهانة للتااااااااااريخ بالخيانة ] _________________________________
( الجزء الثاني )
______________
صفحات من قصة الثورة
___________________
بقلم
القائد / معمر القذافي
28اغسطس1969م
________________
[ يوم الفاااااااااااااااااااااتح . . يوم الثورة ] (*)
__________________________________
*****************************************************
كان عشرات الضباط برتبة ملازم من الوحدويين الاحرار ، يتهيأون للسفر إلى بريطانيا كدفعة ثانية ، حيث أرسلت قبلهم مجموعة من الضباط جلها من الوحدويين الأحرار ، لتلقي دراسة عسكرية من سنتين ، إلى خمس سنوات . . وتحدد سفرهم بالضبط يوم أول سبتمبر 1969م .
وبينما هذا يحدث . . أبلغت زملائي في معسكر قاريونس أن يوم الثورة لابد أن يكون أيضا يوم أول سبتمبر 1969م ، وأبلغت علي الفيتوري وعبدالكبير الشريف بإبلاغ وحدات الأبيار، والمرج بالموعد التقريبي .
وكان الملازم عبدالكبير واحدا من الذين أمروا بالتواجد في طرابلس استعدادا للسفر ، ولذلك أبلغته أن يستعد للعودة قريبا إلى هنا ، و ليس إلى بريطانيا ، وينبغي أن ينفذوا الأوامر الرسمية ، ويذهبوا إلى طرابلس تظاهرا بأن كل شيء عادي .
كما ذهبت ومعي امحمد المقريف ، لإبلاغ ضباط درنة ، والبيضاء ، و البردي بالموعد التقريبي كذلك .
. . وبعد أن قمت بهذه التهيئة في كافة المناطق الشرقية التي تعتبر أمرا إنذاريا ، في سياق الحركات العسكرية ، سافرت مساء ذلك اليوم 28 من أغسطس 1969م إلى طرابلس بطريق الجو . . وأنا أشعر أن الزمن يسابقنا . وأن يوم 28 من أغسطس 1969م أقصر من الأيام السابقة له ، وأن ساعاته تمر كالدقائق .
إن مهاما خطيرة أمامنا لابد أن نعد لها العدة خلال هذين اليومين .
إن مسيرة عشر سنوات في درب الظلام أصبحت تقترب من نهايتها ويبدو أن نهاية عمرها تتسابق مع نهاية شهر أغسطس 1969م . و بقدر ما يحس به الإنسان من راحة ، وهو يتخلص نهائيا من مشقة ذلك العمل ، السري ، الذي كانت حياتنا فيه تشبه قصص ( أرسين لوبين ) ، بقدر ما يتوقع مسؤولية العمل العلني ، الذي يلحق اكبر رهبة ، وأقرب منالا . . ويزداد روعة ، وخطورة ، لكونه يزف وهو لا يزال مجهولا .
# سبااااااااااق مع الزمن !
____________________
وفي هذا اليوم 28 من أغسطس ، الذي تتزاحم ساعاته مع الدقائق ، والثواني ، في سباق رهيب ، أحس وكأن الطائرة المتجهة بي إلى طرابلس ، لإبلاغ الأمر الإنذاري للعمل الخطير . . أحس كأنها واقفة بي فوق الأثير . . وأن رياحا صلبة تصارعها ، وتحاول شدها إلى الوراء ، أحس أنها تشق طريقها بصعوبة بالغة ، نحو مطار طرابلس ، رغم أنها تسابق الريح .
لم أبلغ أحدا من الضباط عن موعد وصولي ، تحوطا للأمن . . وقد وجدت بالمطار مجموعة من الشباب مختلفة المشارب ، ولكني كنت أعرف أكثرهم ويعرفونني ، وتفضلوا بإركابي معهم ، في سيارة أحدهم ، إلى المدينة . .
إنهم يجهلون أي شيء عن الثورة ويحملون معهم كل شيء . . إنهم غير مكترثين بطبيعة الحال ، ولكني أعرف أن هذا الذي بجانبي ، والده ضابط شرطة كبير ، قد يعزل ، إن لم يقاوم ، ويعتقل ، أو يقتل . . وهذا يجهز نفسه للسفر إلى إيطاليا . . ولكني أعرف أن المطارات ستغلق ، وقد لا يسافر ، وهو لا يدري . . والاخر طالب بكلية الشرطة ، ومنضم للحركة ، وسيدخل المعركة في هذين اليومين ، وهو يجهل مصيره ، وذلك موظف صغير ، يسكن كوخا ، ستتغير معيشته . . وقد يصبح أمينا للجنة شعبية أو أمينا لمؤتمر شعبي ، وهو أمر لا يعد حتى من الأحلام بالنسبة له .
هكذا الثورة ، تغيير جذري شامل ، يؤثر في الجميع . . وحيث أن بعضهم من المقربين لنظام العرش السنوسي ، فقد سألتهم عن ولي عهد الملك ، مستغلا مرورها بالقرب من قصره ، فأكدوا لي وجوده في قصر السواني ، وأنه بخير . .
تلك كلها وقااااااااائع ، وخيالاااااااااات ، تفااااااااااعلت في رأسي مساء يوم 28 أغسطس 1969م .
والواقع منها كان واقعاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .
والخياااااااااااااال أصبح حقيقة بعد ذلك ، بعشرات الساعات فقط .
ومع المساء اختفيت في منزل الملازم خليفة احنيش «بحي الفاتح – الفرناج سابقا – » لكي أجري الإتصالااااااااااااااااااات الأولية مع بقية أعضااااااااااء اللجنة المركزية ، والضباااااااااااااااااااااط الوحدويين الأحرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااار .
والصباح 29 أغسطس 1969م حديث آخر .
قائد الثورة
# العقيد معمر القذافي
( يتبع الجزء الثالث )
___________________ (*) :
مع تحياتي وأطيب التمنيات اعتذر إذا أنا ( بن نايل ) وقعت في أية «أخطاء» أو «زدت» أو «انقصت» ( كلمة ) أو ( عبارة ) . وذلك عن غيرما قصد « نظرا لانني اعتمدت على محفوظ الذاكرة» ، وذلك لعدم وجود [ قصة الثورة ] بقلم سيدي الأب القائد الأعلى المجاهد الحي الشهيد العقيد / ( معمر القذافي ) العظيم ( نصا حرفيا ) – كما هو ( مكتوبا ) – بحوزتي في «الوقت الراهن» ونظرا لصعوبة تحرك أخي الدكتور/ ( غضب الليل ) في هذا «الوقت» الذي قد تعلمون أن بحوزته «كتبي وكل اوراقي ومستنداتي الخاصة» .
وبهذا أرجو من أخواتي وإخوتي في «حال عدم التطابق الحرفي» مع « [ قصة الثورة ] بقلم / ( سيدي الأب القائد الأعلى ) » العذر و التصحيح .
# بن نايل
طباعة # عبد الله
نشر / خالد المحمودي