يافوخٌ سرياليّ
ـــــــــــــــــــــــــ
ما أنت؟
– ذُبابة !
– أُكرّر ما أنت؟
– لا أعلم، نعم تذكّرت… ذُبابة !
سـأُحدِثُ ثُقباً في رأسي؛
بـإشراف جرّاحٍ مُختصٍّ ماهر…
اقترحهُ لي المُهندس الميكانيكيّ !
المُصاب بـسرطان الدّم…
بطولةُ سلسلة أفلام الرُّعب “saw”.
ثُقبٌ هندسيّ؛
أستأصلُ من الدّماغ الأجزاء المسؤولة
عن الذّاكرة الصّريحة !
جُزءً… جُزءً…
و بـمشرطٍ حادٍّ و بـرويّةٍ !
أقطعُ النّخاع الشّوكيّ من قاعدتهِ…
شللٌ تام؛
أستخرجُ مادّة الدوبامين العضويّة،
ثمّ هرمون السيروتونين من الناقل العصبيّ !
لـتتطاير السّعادة من ذاكرة المُخ…
لذا سـأُصاب بـنوبةِ اِكتئابٍ حادّة؛
بدونِ حركةٍ و لا حتىٰ التّفكير بـالانتحار.
سُكون…
ظلامٌ بـضوءٍ خافت؛
هلوسة، أموات، عالمٌ آخر !
طفلٌ شاحبُ الوجه، لا ينبسُ ببنت شفة…
رجلٌ ضخمٌ جاحظُ العينين !
يقتربُ و يرمقُني بـنظرةٍ ثاقبة ثمّ يختفي…
عجوزٌ وجهُها مُجعّد مغمورةٌ بـالدّماء !
تُحرّكُ شفتيها البنفسجيّتين المُمتلئتين…
ثُمّ تُتمتمُ بِـكلماتٍ بـلُغة الخوف المُبهمة !
من خلفي دويّ صُراخُ اِمرأة من نار…
أنا ميّت.
يتسارعُ نبضاتي… أهلعُ فـأستفيق !
يقولُ الطّبيب لقد أعدتُكَ للحياة…
– من أنت !؟
– أنا الجّراح…
– لا أتذكّرُ شيئاً !
– فقط قُل لي من أنت؟
– لا أعلم، نعم نعم تذكّرت… ذُبابة !
فُقدان ذاكرة !
العمليّة تقريبًا ناجحة.
أحمد نجم الدين ــ العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ